حذرت اسرائيل امس من «تراخي» الغرب امام التهديد النووي الايراني، في سياق الاعداد للمعركة ضد «الدولة الاسلامية – داعش». وقال وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخبارية في الحكومة الاسرائيلية، يوفال شتاينتس، ان «الحرب على داعش صحيحة، لكن يجب الا تكون على حساب الملف النووي الإيراني».
موقف شتاينتس ينضم الى مواقف اطلقها رئيس الحكومة الاسرائيلية قبل ايام، أكد فيها ضرورة ألا تؤدي محاربة «الدولة الاسلامية» إلى تقوية إيران وحلفائها في العراق والمنطقة، مشددا على ان التهديد النووي الايراني يبقى هو التهديد الاول، ويجب الا يؤثر في مواجهته اي مسألة او تهديد اخر.
واضاف شتاينتس، في مقابلة مع القناة العاشرة العبرية امس، انه التقى في الفترة الاخيرة في واشنطن عددا كبيرا من المسؤولين في الادارة الاميركية، وأجرى معهم سلسلة من اللقاءات المكثفة، حيث كان «الموضوع النووي الايراني على رأس جدول اعمال اللقاءات». وقال: «حذرت الاميركيين من الايرانيين، وقلت لهم إن مواقف (الرئيس الايراني الشيخ حسن) روحاني، لا تختلف عن مواقف (الرئيس الايراني السابق) احمدي نجاد، وبالتالي يجب ان يكون لدينا خيار واحد في مواجهة طهران وبرنامجها النووي، فإما اتفاق جيد، وإما فالافضل لنا جميعا الا نتوصل الى اتفاق من الاساس».

اسرائيل ترحب
بالائتلاف الدولي وتعتبر الحرب «صحيحة»


وقال شتاينتس ان «اسرائيل ترحب بالائتلاف الدولي لمحاربة داعش، وهذه حرب صحيحة، لكن يجب الا يؤثر ذلك سلبا في تركيزنا على المعركة في مقابل ايران، اذ لا يمكن لقتال الدولة الاسلامية ان يوفر الفرصة لايران كي تواصل تطوير برنامجه النووي»، واضاف «تبقى ايران هي التهديد الاساسي، ويجب ان تكون هي المهمة الاساسية».
وعن تهديد داعش لاسرائيل، اعرب شتاينتس عن «سعادة» بان العشرات فقط من «عرب اسرائيل»، انضموا الى هذا التنظيم الارهابي، وذلك مقارنة بدول اخرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا، حيث عدد من انضم الى داعش من هذه الجنسيات، هو اكبر بكثير من عدد الاسرائيليين. مع ذلك، حذر شتاينتس من ان «اسرائيل لن تسمح لداعش بالاقتراب من الاردن، فنحن لن نسمح بسقوط المملكة الهاشمية»، مضيفا انه «إذا واجه الاردن خطرا حقيقيا بسبب زحف تنظيم داعش إلى أراضيه، وإذا طلب الأردن على خلفية ذلك المساعدة منا، فان اسرائيل ستهب لمساعدته».
بدورها، نقلت صحيفة «اسرائيل اليوم»، تأكيد مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى، ان الدولة العبرية ستهاجم تنظيم داعش، إذا هدد الاراضي الاردنية، الا ان المصادر نفسها اكدت في المقابل، أن كل الحديث الحالي عن تهديد للمملكة، لا يتعدى كونه تكهنات فقط.
وقال مصدر سياسي للصحيفة، ان «اسرائيل نفسها غير موجودة على جبهة القتال الفعلي ضد داعش، اضافة الى ان اصطفافنا في مقدمة الدول ضد هذا التنظيم، سيلحق ضررا بمساعي بلورة تحالف دولي ضده، بقيادة الولايات المتحدة».
واشارت الصحيفة الى انهم «في اسرائيل ينظرون الى دخول داعش الى الاردن، كمسألة من شأنها ان تغير الوضع القائم هناك وان تتسبب بتداعيات امنية مباشرة على حدودنا الشرقية»، وكشفت المصادر السياسية الاسرائيلية، ان «الأردن بدأ تنفيذ طلعات جوية استخبارية على طول حدوده مع العراق، كي يكون جاهزا لمواجهة اي سيناريو، الامر الذي يلزم اسرائيل ايضا بالجاهزية العسكرية اللازمة لمواجهة السيناريوهات نفسها التي يخشاها الاردن».
من جهته، تطرق الرئيس الاسرائيلي، رؤوفين ريفلين، الى الائتلاف ضد داعش، وقال: «علينا تقع مسؤولية إيقافهم، وذلك قبل فوات الأوان. والعالم كله كفيل بذلك. لقد أدرك الغرب أنه لا يمكنه الجلوس مكتوف اليدين».