سيطر الجيش السوري على بلدة عتمان شمالي مدينة درعا بعد يومين من العملية العسكرية التي أطلقها لإعادة فتح اوتوستراد دمشق درعا القديم وتأمين خط امداد مدن درعا والصنمين وأزرع. وكعادتها في كل خسارة، تبادلت الفصائل المسلحة الاتهامات فيما بينها، وحمّل بعضها غرفة العمليات في الأردن (موك) مسؤولية ذلك.ويواصل الجيش السوري عملياته العسكرية باتجاه بلدتي أبطع وداعل لتأمين طريق درعا ــ دمشق. وقال مصدر ميداني لـ"الأخبار" ان الجيش طوّق البلدتين من ثلاث جهات وبدأ بالتمهيد المدفعي والجوي على مواقع المسلحين فيهما. وأشار إلى ان هناك احتمالا كبيرا بسقوط البلدتين بيد الجيش السوري ضمن تسوية تجنبهما العمل العسكري. ولم يتوقع المسلحون أن يهاجمهم الجيش في بلدة عتمان قبل أن يسيطر على ابطع وداعل الواقعتين شمال الأولى، بعد سقوط مدينة الشيخ مسكين. وتمكن الجيش من السيطرة على عتمان سريعاً، برغم التحصينات التي أقامها المسلحون في البلدة على مدار عامين ونصف عام من وقوعها تحت سيطرة المسلحين، يقول المصدر الميداني. وخلال عملية تمشيط البلدة عثرت قوات الجيش على شبكة كبيرة من الأنفاق كان يستخدمها المسلحون في التنقل تجنبا للضربات الجوية، إضافة إلى آليات وكميات من الأسلحة والذخائر. وقبض الجيش على 4 مسلحين حوصروا في احد المقار إلى ان نفدت ذخيرتهم. وتحدث المصدر الميداني عن احتمالات كثيرة للعملية العسكرية التي يخوضها الجيش السوري في ريف درعا، والتي من الواضح أن أهداف الجيش فيها اصبحت متعددة، أبرزها فتح خطوط امداد جديدة لتجمعاته العسكرية الكبيرة بدءا من مدينة أزرع وصولا إلى مدينة درعا، وإضافة إلى التقدم باتجاه الحدود الأردنية والسيطرة على معبر الرمثا الحدودي (بين سوريا والأردن، جنوبي مدينة درعا)، وفصل شرق محافظة درعا عن غربها. ومن جهتها، تبادلت الفصائل المسلحة الاتهامات في ما بينها بالتخاذل عن ارسال المؤازرات لصد تقدم قوات الجيش في عتمان. وحمّل ناشطون معارضون غرفة الاستخبارات (الموك) مسؤولية سقوط مدينة الشيخ مسكين ثم بلدة عتمان بيد الجيش السوري نتيجة النقص في الدعم المالي والعسكري للفصائل المسلحة، الأمر الذي عارضه آخرون، الذين أكدوا أن الدعم من غرفة عمليات الموك كان متوافراً، إضافة إلى ان جميع المقاتلين حصلوا على رواتبهم ومستودعات الذخيرة مليئة، وان من يتحمل المسؤولية هم قادة فصائل الجبهة الجنوبية على رأسهم العقيد خالد النابلسي قائد جيش المعتز بالله الذي كان يرابط في بلدة عتمان وانسحب منها بدون قتال.
وفي محافظة حماه (شمال دمشق)، فاشتدت الاشتباكات في بلدة حربنفسه جنوبي مركز المحافظة في إطار العملية العسكرية للجيش السوري الرامية إلى استكمال السيطرة على كامل البلدة. وكثفت الطائرات الحربية ضرباته لقطع خطوط امداد المسلحين عنها، بالتزامن مع ازداد وتيرة عمل الطائرات الروسية والسورية على مواقع المسلحين في ريف حمص الشمالي بعد انتهاء المهلة التي حددها الجيش للمسلحين لتجنيب المنطقة عملية عسكرية.
وفي ادلب، هز انفجار ضخم مركز المحافظة مساء الجمعة، وقع قرب دوار المطلق على المدخل الجنوبي لمدينة ادلب ما أدى إلى دمار كبير في الأبنية وأنباء عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف مسلحي "جبش الفتح"، وإضافة إلى شهداء مدنيين. وذكرت مصادر معارضة ان الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة استهدفت أحد مقار "الثوار"، بينما نفى آخرون ذلك، وأكدوا أنه انفجار معمل لصناعة العبوات الناسفة وأدى إلى دمار كبير في المنطقة ولا معلومات دقيقة عن حجم الإصابات البشرية. وحضرت فرق الدفاع المحلي إلى المكان لرفع الانقاض.