تونس | قدم صباح أول من أمس الرئيس المؤقت محمد المنصف المرزوقي ملف ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها في البلاد يوم ٢٣ تشرين الثاني المقبل في دورتها الأولى.المرزوقي المولود عام ١٩٤٥ في مدينة قرمبالية أعلن بعد تقديم ملف ترشحه أنه لن يسلم مقاليد الرئاسة إلا لرئيس منتخب، وأنه سيخوض الحملة الانتخابية وهو في منصبه كرئيس مؤقت، واعداً بأن يحافظ على الشفافية، وألا يستعمل إمكانات الدولة في حملته الشخصية.
وبعد لحظات من تقديم ترشحه، توجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ولتقديم كتابه عن «الربيع العربي» (ننتصر أو ننتصر ... من أجل الربيع العربي)، الذي قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المقال عدنان منصر إن مداخيله ستمول جزءا من الحملة الرئاسية، وهو كلام لا يصدقه احد!
عموماً، رافق ترشح المرزوقي الكثير من التسريبات حول تمويل قطري لحملته. ولعله أكد هذا التمويل، أو الدعم، عن قصد أو عن غير قصد، عندما اختار جريدة «العربي الجديد» القطرية لإجراء حواره الأول، يوم الخميس الماضي، كما خص قناة «الجزيرة» بحوار مماثل، في الوقت الذي تنتظر فيه وسائل إعلام تونسية وعربية الفوز بإجراء حوار مع الرئيس الذي يصنف نفسه كأول رئيس عربي منتخب، متجاهلا أنه لم ينتخب إلا من كتل «الترويكا» وبعض المستقلين بجملة ١٥٧ صوتا من بين ٢١٧ صوتا من أعضاء المجلس الوطني التاسيسي في شهر كانون أول عام ٢٠١١، في مشهد أشار إلى ضعف تمثيل الرئيس المتنخب.وبعد ثلاث سنوات من التربع في قصر قرطاج، فقد المرزوقي ما بقي له من شعبية إذ تورط في مساندة «ميليشيات حماية الثورة» والسلفيين، كما بذر المال العام في زيارات مكوكية في شتى اتجاهات العالم، الأمر الذي كلف خزينة الدولة مصاريف كانت في غنى عنها ولم تكن لها جدوى كبيرة أو نجاعة. أما في ملف العلاقات الخارجية، فقد أدخل المرزوقي تونس في الصراع السوري، تحديداً عندما قطع العلاقات معها، كما تسبب بأزمة دبلوماسية لتونس مع مصر بسبب موقفه من «ثورة ٣٠ يوليو».الحصيلة الهزيلة لرئاسة المرزوقي لم تمنعه من الترشح ثانية. نظرياً، وضمن مشهد خارطة القوى التونسية، تبدو حظوظ المرزوقي ضعيفة للفوز بكرسي قرطاج، لكن الرهان القطري والتركي وإمكانية رهان «حركة النهضة» مرة أخرى عليه وتشتت القوى الديموقراطية والدستورية بين أكثر من مرشح قد تمنحه السبق ليكون هذه المرة رئيساً لمدة خمس سنوات وفي عهدة رئاسية رسمية. وفي انتظار السباق الرئاسي وظهور النتائج، يتسلى الناشطون باستعادة مقاطع فيديو تجسد أخطاء وعثرات الرئيس المؤقت وتصريحاته وحركاته الغريبة، فيما يروّج أنصاره لكتبه ولسيرته العلمية والحقوقية ولتصريحاته على شاشة قناة «الجزيرة»، وخاصة لمواقفه من نظام بن علي، حين أطلق عام ٢٠٠٦ مقولته الشهيرة حوله بأنه «لا يصلح ولا يصلح».