أظهر المسلحون، في اليومين الماضيين، بمختلف أطيافهم، موقفاً جديداً من «الهدنة». لم يعلنوا رفض الهدنة علناً، ولكن معاركهم المفتوحة في أرياف حلب وحماة واللاذقية توضح ذلك. البداية كانت من ريف حلب الجنوبي حيث شنوّا، أول من أمس، هجوماً واسعاً استهدف قرى أساسية عدة. الهجوم أظهر حضور التعاون بين «القاعدة» و«الجيش الحر» في ساحات المعارك المفتوحة. بعض الفصائل «المعتدلة» المشاركة وقّعت سابقاً على اتفاقية «وقف الأعمال العدائية». نار حلب امتدت أمس إلى ريف اللاذقية الشمالي، إذ بدا ظاهراً التنسيق بين جميع الجبهات بهدف استباق أي هجوم للجيش السوري وإشغاله عن المناطق الأخرى التي يحقق فيها تقدماً في مواجهة تنظيم «داعش».هي فورةٌ منظمة أرادها المسلحون، غلّب فيها المسلحون (خصوصاً المحسوبين على «الحر») حساباتهم الميدانية على السياسية المتعثرة في جنيف. رغم ذلك، فشل هؤلاء فشلاً ذريعاً، خصوصاً في حلب، حيث أحبط الجيش وحلفاؤه، عصر السبت، هجوماً كبيراً للمسلحين من ثلاثة محاور باتجاه بلدات خان طومان، والزربة ــ زيتان ، وبرقوم ــ برنة، بهدف «قلب موازين المعركة والسيطرة على مدينة الحاضر، واستعادة زمام المبادرة»، بحسب مصادر ميدانية.
وعلى خلاف معركة العيس قبل أيام، تلقّت المجموعات ضربة موجعة بعد مقتل أكثر من 65 مسلحاً وجرح 200 آخرين.
فشل المسلحون في تحقيق خروقات في ريف حلب

واستقدمت قيادة الفصائل المئات من عناصرها من مناطق حلب وإدلب، ضمّت عدداً من المقاتلين الأجانب. إلا أن الجيش وحلفاءه نصبوا كمائن متنقلة وثابتة لهم، إذ دمروا آليات المسلحين المفخخة قبل أن تصل إلى أهدافها، وأطبقوا على المجموعات المندفعة، وكبّدوهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. ونعت التنسيقيات عدداً ممن شارك في الهجوم، إلا أن أبرزهم كان القائد الميداني في «أحرار الشام»، الكويتي عبدالله محمد الحصم.
في غضون ذلك، أعلنت المجموعات المسلحة في ريف اللاذقية الشمالي انطلاق معركة جديدة ضد الجيش بعنوان «وادخلوا عليهم الباب» بهدف السيطرة على جبل التركمان، بقيادة «النصرة» ومشاركة «الحزب الإسلامي التركستاني» و«جبل الإسلام» و«شام الإسلام» و«أجناد القوقاز» وفصائل «الحر». وأعلنت تنسيقيات المسلحين سيطرة المهاجمين على نقطة برج البيضاء وتلة أبو علي، وسط استمرار المعارك بشكل عنيف في بلدة البيضاء وجبل القلعة.
بالتوازي، صدّ الجيش هجوماً لمسلحي «جند الأقصى» و«الحزب الإسلامي التركستاني» على بلدة صوامع المنصورة، في سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي. وأشارت المصادر إلى استمرار المعارك في المنطقة، نافية ما نقلته التنسيقيات عن دخول المسلحين إلى الصوامع وبلدة خربة الناقوس التي تشهد اشتباكات عنيفة. وأكدّت المصادر أن الجيش دمّر آلية «بي أم بي»، أخرى، قبل وصولها إلى هدفها في محيط بلدة خربة الناقوس، إضافةً إلى دبابة في تل زجرم.
في سياق آخر، يستمر «الاقتتال الجهادي» لليوم الرابع على التوالي في مخيم اليرموك، جنوب العاصمة دمشق، بين «النصرة» و«داعش»، حيث تمكّن الأخير من السيطرة على نقطتين تفصلان بلدة يلدا عن دوار فلسطين، إضافة إلى المنطقة المحيطة بمسجدي فلسطين والقدس.
أما في ريف حلب الشمالي، وعلى مقربة من الحدود التركية، فلا تزال المعارك بين فصائل «الحر» من جهة وتنظيم «داعش» من جهة أخرى مستمرةً بعد استعادة مسلحي «الحر» السيطرة على قرى وبلدات يحمول وبراغيدة وجارز وتلال حسين، إثر سيطرة «داعش» عليها صباح أمس. وأفادت تنسيقيات المسلحين بأن تقدم «الحر» مستمر في «سبيل استعادة بقية قرى الريف الشمالي التي وقعت مؤخراً في قبضة التنظيم، كالشيخ ريح والبل وغزل».
جنوباً، سيطرت «النصرة» وحلفاؤها على بلدة تسيل في ريف درعا الغربي، بعد اشتباكات مع «لواء شهداء اليرموك» و«حركة المثنى الإسلامية».
(الأخبار)




أفاد مركز التنسيق الروسي للمصالحة في سوريا بوصول ما يزيد على 350 من مسلحي «جبهة النصرة» إلى مخيم حندرات والليرمون شمال غرب حلب خلال الساعات الـ24 الماضية.
وجاء في بيان للمركز نشرته وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن مسلحي التنظيم الذي يواصل حشد قواته في المنطقة يملكون ناقلتي جند «بي أم بي» و13 آلية رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة. وجاء في البيان أن مسلحي «أحرار الشام» التي تدّعي انتماءها إلى المعارضة واصلوا قصفهم لمواقع الجيش السوري في سندران والكرمل وعين القنطرة في ريف اللاذقية، ما أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بجروح.