تلا زعيم جماعة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، أمس، «خطاب النصر»، بعد يومين على سيطرة الجماعة على المقارّ العسكرية والحكومية في العاصمة اليمنية صنعاء قبل توقيع اتفاق «الشراكة» الذي تضمّن تنفيذ مطالب الحوثيين كافة، في وقتٍ رأى فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في أول تصريحٍ له بعد الأحداث الأخيرة، أن «صنعاء لم تسقط» وأن ما جرى هو «مؤامرة داخلية وخارجية تجاوزت حدود الوطن».
وأعلن الحوثي أمس «انتصار الثورة الشعبية التي أسّست لمرحلة جديدة قائمة على التعاون والتكاتف في اليمن»، مؤكداً أنه انتصار لكل الشعب بكامل مكوّناته. ورأى الحوثي أن الاتفاق الذي وقّعت عليه «أنصار الله» يمثل «صيغة سياسية جديدة للبلاد»، شاكراً الجيش الذي «رفض قمع الثوار»، وذلك في إشارة إلى عدم مقاومة الجيش للحوثيين أثناء سيطرتهم على صنعاء الأحد.
وأكد الحوثي في خطاب متلفز عدم وجود أي توجه للثأر، قائلاً إن «اليد ممدودة» إلى خصومه في حزب «التجمع اليمني للإصلاح». وأشار إلى أن «الإصلاح» يمكنه أن يعيد لحمته مع الشعب ومع «الثورة المباركة» من خلال اتفاق «الشراكة الوطنية».
في الوقت نفسه، أعلن الحوثي عزمه على تحويل مقر الفرقة الأولى مدرع، وهي مقر اللواء علي محسن الأحمر، إلى حديقة تحمل اسم «21 سبتمبر»، تاريخ سيطرة الجماعة على العاصمة صنعاء. كذلك، شدد في كلمته على ضرورة «رفع المظلومية» عن الجنوبيين والتوصل إلى حل لقضية الجنوب، حيث ينشط الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال اليمني.
وعقب «الانفتاح» الذي أبدته الرياض على الوضع الجديد في اليمن، بعد لقاء وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في نيويورك بالتزامن مع سقوط صنعاء، أفادت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» بأن الحوثيين بعثوا بـ«رسالة طمأنة» إلى السعودية، تضمّ خمسة مطالب، هي: التعهد بحسن الجوار، عدم التدخل في الشؤون اليمنية، ومراجعة الاتفاقات المتعلقة بحدود البلدين، ومعاملة تفضيلية للعمال اليمنيين في المملكة، وتأشيرات مجانية لليمنيين المتوجهين إلى الحج.
بالتزامن، خرج الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن صمته، أمس، وأعلن أن ما حدث «مؤامرة كبيرة» أعدت سلفاً تحالفت فيها قوى خارجية وداخلية وتجاوزت حدود الوطن. ونفى هادي أن تكون صنعاء قد سقطت، قائلاً: «صنعاء لم ولن تسقط، ولا يمكن أن تكون حكراً على أحد»، كذلك دعا الحوثيين إلى تسليم مؤسسات الدولة التي ما زالت في قبضتهم منذ إحكامهم السيطرة على العاصمة يوم الأحد الفائت.
واتهم هادي، في مؤتمرٍ صحافي، من وصفهم بـ«الانتهازيين» بالمشاركة في المؤامرة على الوطن، نافياً «الشائعات» بشأن «تخليه عن صنعاء من أجل إعلان الدولة في عدن». وأكد أنه لا يتهرب من مسؤولياته، داعياً إلى التماسك حتى لا يضيع حلم اليمنيين بالحياة الكريمة والدولة العادلة والشراكة السياسية.
(الأخبار، الأناضول، رويترز)