اتفقت روسيا وإيران على التحذير من انتهاك السيادة السورية من قبل الضربات التي يشنّها «التحالف الدولي». غير أن الموقف الإيراني كان «الأقوى» بين دول «محور المقاومة»، إزاء العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في الأجواء السورية. وفيما شدّدت موسكو على ضرورة موافقة دمشق على الضربات الجوية ضد «داعش» داخل أراضيها، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أن هذه الغارات لا تتوافق مع القوانين الدولية.
وأعلن روحاني أن الغارات الجوية يجب أن تخضع لقواعد دولية معينة في حال شنّها في أراضي دولة أخرى. وأضاف، في تصريح صحافي أدلى به في نيويورك حيث يشارك في أعمال الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة: «أما في سوريا، فليس لهذه الغارات أي أساس قانوني، لأنها تُشنّ في غياب تفويض من الأمم المتحدة ومن دون موافقة الحكومة السورية». وأشار إلی أن سوريا تلقّت أكبر قدر من الأذی من قبل الإرهابيين، مضيفاً أن مكافحة الارهاب تتم عبر إحلال الاستقرار في سوريا، «وهذا لا يمكن من دون تعاون الحكومة المركزية، حتی وإن كانت هناك انتقادات لأداء هذه الحكومة».
وعقب شيوع نبأ الضربات الجوية أمس، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن أي ضربات جوية تُشن على مواقع «داعش» داخل الأراضي السورية يجب أن تجري بموافقة دمشق، «وإلا فسيحدث ذلك توتراً في المنطقة». وقالت، في بيان، إن أي تحرك من هذا القبيل يمكن أن ينفذ فقط بما يتفق مع القانون الدولي، «وهذا يعني لا مجرد إخطار رسمي من جانب واحد بالضربات الجوية، بل بوجود موافقة واضحة من الحكومة السورية أو موافقة قرار من مجلس الأمن». وأضافت، في بيان، أن «محاولات تحقيق أهداف جيوسياسية خاصة بانتهاك لسيادة دول المنطقة لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوتر وزيادة عدم الاستقرار».
موسكو: موافقة
دمشق أساس لأيّ ضربات
جوية على «داعش»

وفي طهران، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن بلاده ترفض أي عمل عسكري على الأراضي السورية من دون طلب من الحكومة السورية ورعاية القوانين الدولية، لأن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تشكّل أساساً للسيادة الوطنية
للدول.
ووصف عبداللهيان الغارات الجوية على الأراضي السورية أمس بـ«المغامرات الهوليوودية» التي لا تؤدي إلى مكافحة الإرهاب، مؤكداً أن بلاده تتابع بدقة أبعاد القصف الجوي. وفيما رأى أن الاعتماد على «الحلول التدخلية السابقة» كان من عوامل انتشار الإرهاب الحالي، أشار إلى أن التعاطي مع قضية الإرهاب بصورة انتقائية «خطأ استراتيجي»، مؤكداً علی ضرورة التنسيق بين الحكومات في هذه العملية.
في السياق نفسه، من المتوقع أن يلتقي الرئيس الإيراني برئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، خلال وجوده في نيويورك، لبحث «مواجهة خطر جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية»، وذلك في لقاء هو الأول من نوعه منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979. ونقلت وسائل عن مصادر حكومية أنه «سيسعى إلى الحصول على دعم طهران للتحالف».
وفيما أكدت المصادر أن الموقف من البرنامج النووي الإيراني لن يتغير من هذا الموضوع ، قالت إنه في حال استعداد طهران للانضمام الى التحالف الدولي لهزم «داعش»، «فسنعمل معها حول الموضوع».
( الأخبار، رويترز، الأناضول)