طالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، متهما دولة العدو بشن «سلسلة من جرائم الحرب» على قطاع غزة، ومتعهدا «معاقبة مجرمي الحرب». مع ذلك، غاب عن خطاب عباس، الذي صفق له رؤساء وفود الدول المشاركة بعد انتهائه، تحديد جدول جدول زمني جديد لمفاوضات السلام، كما كان قد أعلن قبل أيام. واكتفى، في مقابل ذلك، بطلب أن يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا في هذا الصدد، علما بأن فرص تبني قرار مماثل شبه معدومة.
وقال أبو مازن: «آن لهذا الاحتلال الاستيطاني أن ينتهي، فهناك شعب يجب أن يتحرر على الفور... لقد دقت ساعة استقلال دولة فلسطين». وأضاف: «لقد كانت الحرب الأخيرة على غزة سلسلة من جرائم الحرب المكتملة الأركان نفذت ببث مباشر على مرأى ومسمع العالم لحظة بلحظة، فلا يعقل أن يدعي أحد الآن أنه لم يدرك حجم وهول الجريمة. ولا يعقل أن يكتفي البعض بإعلان دعمه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون الاهتمام بمصير آلاف الضحايا من أبناء شعبنا».
وأعلن ابو مازن، «باسم فلسطين وشعبها»، عن «أننا لن ننسى، ولن نسمح بأن يفلت مجرمو الحرب من العقاب»، لكنه لم يتطرق إلى إمكان اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية بعدما أخذ موافقة خطية من حركة «حماس» على توقيع اتفاقية روما.
رئيس السلطة حدد معالم خطته المقبلة بـ«قيام دولة فلسطينية على كامل الأرض المحتلة عام 1967، والقدس الشرقية عاصمتها، وذلك بأمن واستقرار إلى جانب دولة إسرائيل»، كما لفت إلى «حل مشكلة اللاجئين حلاً عادلاً ومتفقاً عليه على أساس القرار 194 كما ورد في المبادرة العربية». وهنا أوضح المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، أن المخطط له إنهاء الاحتلال خلال سنتين إلى ثلاث سنوات.
وبشأن المفاوضات، قال عباس: «من المستحيل العودة إلى دوامة مفاوضات تعجز عن التعامل مع جوهر القضية»، متابعا: «شعب فلسطين هو من يحتاج إلى الحماية الدولية الفورية، وهو ما سنسعى إليه مع المنظمات الدولية». وانتقل إلى غزة بالتشديد على ضرورة «إنهاء الحصار البشع مع تأكيد أهمية تثبيت وقف إطلاق النار برعاية مصرية».
وبعد الخطاب، ظهرت موجة من الانتقادات الإسرائيلية التي وصفت كلمة عباس بـ«خطاب الأكاذيب» و«التحريض»، وأنه لا يمكن أن «يأتي من شخص يرغب بالسلام»، وذلك بحسب تعبير مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.
بدوره، هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الخطاب. وقال إن تصريحات عباس «توضح مرة بعد أخرى أنه لا يرغب ولا يمكنه أن يكون شريكاً في أي تسوية سياسية». وأضاف ليبرمان: «هو (أبو مازن) يكمل دور حماس باختلاق الأكاذيب ضد إسرائيل، كما إنه يواصل درب ياسر عرفات بطرق أخرى».
أما رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، فقال أمس إنه «لن يعترف يومًا بحركة حماس أو يفاوضها أبدًا حتى بطريقة غير مباشرة»، مشيرًا إلى أنه «بإمكان الإسرائيليين النوم بأمان». وأظهر، في مقابلة مع موقع «إن آر جي» العبري، أنه أرسل إلى القاهرة «وفدا يضم أناسًا عسكريين فقط، ولم يكن فيه أي مسؤول سياسي أو وزير»، لافتا إلى أن هذه «رسالة واضحة لحماس أنه لن يعترَف بهم سياسيًا أبدًا».
إلى ذلك، قال متحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لـ«حماس»، إن «مفاجآت كثيرة خلال معركة العصف المأكول سيكشف النقاب عنها خلال الأيام المقبلة». وأكد المتحدث «أبو حمزة»، في كلمة خلال مهرجان شعبي أمس، أن «القسام لديه أوراق قوة كثيرة لإجبار الاحتلال على الاستجابة لمطالب المقاومة».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)