نشرت وكالة «ماكلاتشي» الإخبارية تحقيقاً للصحافي المعروف ميتشل بروثيرو يؤكّد فيه أنّ الغارات والصواريخ التي استهدفت مقار لتنظيم «النصرة» في سوريا الشهر الماضي كانت ترمي الى التخلّص من ضابط استخبارات فرنسيّ رفيع كان قد انشقّ عن المؤسسة الأمنية الفرنسية وانضمّ الى تنظيم «القاعدة».
وصرّح مسؤولان أوروبيان في مجال الاستخبارات للكاتب بأنّ الضابط الفرنسي المُلاحق هو «أعلى المنشقين رتبة»، واصفين ذهابه الى صفوف «النصرة» بأنّه «أحد أكثر التطورات خطورة خلال المواجهة الطويلة التي يخوضها الغرب ضد القاعدة».
ويضيف بروثيرو إنّه تمكّن من الحصول على اسم الضابط الفارّ من مصدرين منفصلين أعطيا الاسم ذاته، ولكن وكالة «ماكلاتشي تمتنع عن نشر الاسم قبل صدور تأكيدٍ نهائي، وخوفاً من تعرّض عائلة العميل الفرنسي المنشقّ في فرنسا لانتقام أو اعتداء». هذه الرواية قد تفسّر سرّ شن الضربات ضدّ تنظيم «النصرة» في الأيّام الأولى لغارات «التحالف»، ومن ثمّ توقّفها بالكامل.
هكذا اذاً، حاولت الولايات المتحدة «التخلّص» من المنشقّ الخطير في الساعات الأولى للضربات الجوية، باستعمال حوالى 47 صاروخ «توماهوك» ضدّ مواقع كان يحتمل وجوده فيها. غير أنّ المصادر الأوروبية أكّدت لكاتب التحقيق أنّ الغارات والصواريخ لم تنجح في القضاء على الضابط الفرنسي، وأنّه لم يزل حيّاً يرزق؛ وهو، بحسب المصادر، قد تلقّى تدريباً عالياً في مجال المهارات الاستخبارية والمتفجّرات، وقد قال أحد الذين قابلهم بروثيرو، رافضاً ذكر اسمه، إنّ وجود الضابط الفرنسي المنشقّ يعدّ، في حدّ ذاته، «سريّاً للغاية».
أمّا في ما يتعلّق بمنصب الضابط، الذي يبدو أنّه ينحدر من أصول عربية، فقد قالت بعض المصادر إنّه كان يخدم في القوات الخاصة الفرنسية، فيما نسبه آخرون الى المخابرات العسكرية أو «مديرية الأمن الخارجي»، وهو ما يعود، على الأرجح، الى تنقّله في أكثر من إدارة أمنية.
أمّا في ما يتعلّق بالمعارضة السورية التي فوجئت بالضربات، فيقول التقرير إن الفصائل المسلّحة «عاتبة» لأنّ الحكومة الأميركية لم تبلغها عن الضابط المنشقّ قبل اللجوء الى الضربات، حيث كان بإمكانها اعتقاله وتسليمه؛ إلا أن مسؤولاًً أوروبياً شرح أنّ «القرار بضرب المنشقّ بصاروخٍ عوضاً عن القبض عليه» يرجع الى رغبة غربيّة في قتل الرجل ودفن سرّه المحرج «تحت كومة من الركام»، على حدّ تعبير أحد المصادر.
(الأخبار)