القاهرة | أنهى منسق «التحالف الدولي» الجنرال الأميركي المتقاعد، جون آلن، زيارته للقاهرة، أمس، حيث التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، وناقشا الجهود الدولية لمواجهة تنظيم «داعش»، على الصعيدين الدولي والإقليمي.

وقال مصدر في وزارة الخارجية المصرية لـ«الأخبار»، إن «الوزير سامح شكري تطرّق في لقائه مع الجنرال آلن إلى ملف الطائرات العسكرية المصرية العالق في واشنطن منذ أشهر»، مشيراً إلى أن «شكري أعرب عن وجود ضغينة لدى مصر من طريقة تعامل الجانب الأميركي في ملف الطائرات العسكرية، رغم وحدة الأهداف العسكرية بين البلدين والرغبة المشتركة في مواجهة الإرهاب».
وأضاف المصدر إن «آلن أخبر شكري أن الطائرات سيتم تسليمها إلى القاهرة قريباً وربما خلال الشهر المقبل أو قبل نهاية العام على أقصى تقدير»، مؤكداً أن «الإدارة الأميركية تدرك دور مصر في إنجاح التحالف الدولي لمواجهة داعش».
ووفقاً للمصدر ذاته، فقد التقى آلن خلال زيارته مسؤولين عسكريين مصريين للحديث عن خطة «التحالف»، في الفترة المقبلة، في ما يخص الضربات الجوية وسبل الدعم العسكري الذي يمكن تقديمه، حيث عرض الجانب المصري تسهيلات في استخدام المطارات الحربية ومرور البوارج الحربية بسرعة من قناة السويس، من دون أن يكون من بينها اشتراك لسلاح الجو المصري في ضرب مواقع للتنظيم، سواء في سوريا أو في العراق. وبرّر الجانب المصري الأمر، متحدثاً عن طول المسافة مقارنة بدول الجوار المنضمّة إلى «التحالف».
من جهته، اعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق مدحت مختار أن الزيارة تأتي «في إطار التحرك الأميركي لاستطلاع الرأي وتحديد المهمات بين جميع الدول المشاركة في التحالف». وأضاف مختار في حديث إلى «الاخبار»، إن «الإدارة الأميركية أصبحت تشعر بالفشل، بسبب طريقة إدارتها للملف منذ البداية وطريقة تعاملها مع التنظيم والتقليل من قدراته العسكرية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن رسالة آلن إلى وزير الخارجية المصري، تحمل في مضمونها ما يشبه «الاستغاثة»، التي تتوجه بها الولايات المتحدة إلى العالم، من أجل مساعدتها في حربها على «الإرهاب».
كما التقى الجنرال الأميركي الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، في مقر الجامعة، وسط القاهرة، حيث تناولا سبل التعاون في القتال ضد «داعش» وتعزيز بناء "التحالف الدولي" ضد التنظيم الإرهابي.
وترافقت الزيارة مع تطورات أمنية ملحوظة في شبه جزيرة سيناء المضطربة، حيث شنت قوات الجيش في شمال سيناء، صباح أمس، حملة أمنية واسعة على معقل تنظيم «أنصار بيت المقدس» في العجرة والمطلة والمهدية ونجع شبانة والجميعي، عند الحدود مع الأراضي المحتلة. وأسفرت الحملة عن مقتل 15، على الأقل، وإصابة نحو 25 آخرين بحالة خطرة. كما تم إلقاء القبض على 20 من عناصر التنظيم؛ بينهم عدد من قياداته، وكان بحوزتهم أسلحة آلية وقنابل يدوية، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وفقاً لمصادر أمنية.
في سياق مصري منفصل، يصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى القاهرة، في 18 من الشهر الجاري، في زيارة رسمية تستغرق يومين، هي الأولى له منذ تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر في حزيران الماضي.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن سفير السودان في مصر عبد المحمود عبد الحليم، قوله إنه تم الاتفاق على الزيارة خلال اجتماعات وزيري خارجية البلدين علي كرتي وسامح شكري، التي عقدت أمس في القاهرة.
وأضاف إنه تقرّر عقد اجتماعات مشتركة في الخرطوم، عقب زيارة البشير المرتقبة بمشاركة الوزراء المعنيين، لبحث السبل التي تفضي إلى تطوير العلاقات بين البلدين، في كل المجالات من دون تقديم مزيد من التفاصيل.