القاهرة | لم تصمد شركات الحراسة الخاصة التي ولّتها الدولة مسؤولية تأمين الجامعات أمام الاختبار الأول في تظاهرات الطلاب داخل الجامعات المصرية، فانسحب أفرادها من أمام بوابات أربع جامعات، بعد تدمير البوابات الإلكترونية والاستيلاء على أجهزة اللاسلكي الخاصة بالشركة، والاستعانة بقوات الشرطة للسيطرة على الأوضاع.
ففي جامعة الأزهر حطّم الطلاب البوابات الإلكترونية، واستولوا على أجهزة ومعدات أفراد الأمن التابعين للشركة، ما استدعى تدخل قوات الشرطة للسيطرة على الأوضاع، فأطلقت قنابل الغاز لتفريق تجمعات الطلاب، كما ألقت القبض على عدد منهم.
وقال المتحدث باسم حركة «طلاب ضد الانقلاب» في جامعة الأزهر، محمود الأزهري، لـ«الأخبار»، إن «الطلاب قاموا بمسيرة احتجاج على الإجراءات الأمنية وتفتيش الطلاب، وكانوا غاضبين للغاية، بحيث لم يتمكن أحد من السيطرة عليهم، فقاموا بتحطيم البوابات».
وأضاف الأزهري أن «الطلاب تظاهروا للمطالبة بالإفراج عن طلاب جامعة الأزهر المعتقلين، وبعودة الطلاب المفصولين من الجامعة»، مشيراً إلى أنه «مع بداية العام الدراسي فوجئنا بتشديدات أمنية وتفتيش مهين للطلاب عند دخول الجامعة».
الحال لم تختلف كثيراً في جامعة القاهرة التي تعطّلت الدراسة فيها، لحوالى ساعتين، بعدما أغلق الأمن الإداري البوابات ومنع دخول الطلاب، للسيطرة على مسيرة لطلاب «الإخوان المسلمين»، بعدما انسحب أفراد الأمن التابعين لشركة «فالكون»، إثر تحطيم الطلاب لإحدى البوابات الإلكترونية التي وضعتها الشركة لتفتيش الطلاب، الأمر الذي استدعى تدخل قوات الأمن أيضاً لإخلاء الجامعة وفضّ التظاهرة.
وفي جامعة عين شمس، تظاهر مئات الطلاب للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين والاحتجاج على وجود شركة «فالكون» داخل الحرم الجامعي، كذلك وقعت مشادات بين الطلاب وأفراد الأمن التابعين للشركة.
وكانت حركة «طلاب ضد الانقلاب» التابعة لجماعة «الإخوان المسلمين» قد دعت إلى تظاهرات عدة في الجامعات، أمس، تحت عنوان «رجعوا التلامذة»، للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين، ورفض أي انتخابات تحت ما سمّوه «حكم العسكر»، وفقاً لبيان صادر عن الحركة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أن «سبعة طلاب من جامعة عين شمس تم إلقاء القبض عليهم بسبب مشاركتهم في أعمال شغب، بينما أتلف الطلاب بوابات إلكترونية تابعة لشركة الحراسة في جامعتي الأزهر والقاهرة، وتدخلت قوات الشرطة للسيطرة على أحداث الشغب بناءً على طلب من رؤساء الجامعتين».
ومن جهته، قال نائب رئيس جامعة الأزهر توفيق نور الدين في تصريحات صحافية، إن «الجامعة سلمت سبعة طلاب من المشاركين في أحداث العنف إلى الشرطة، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاههم من قبل الجامعة».
وحول انسحاب أفراد الأمن التابعين لشركة «فالكون»، أفاد مسؤولون إعلاميون تابعين للشركة بأنها «مستمرة في عملها داخل 12 جامعة، وبأن مهمتها تقتصر على متابعة عملية دخول الطلاب وخروجهم والتأكد من هوياتهم الجامعية»، مضيفين أنه «ليس من اختصاص الشركة التدخل في أحداث العنف».