سيطرت جماعة «أنصار الله» على مدينة الحديدة الساحلية (غرب) وعلى مينائها المطل على البحر الأحمر، في خطوةٍ تعزز تمدّد الحوثيين ونفوذهم في اليمن. وبعد محاولات للسيطرة على الميناء الاستراتيجي في الأيام الفائتة، تمكنّ مسلحو الجماعة من الانتشار في مطارها ومينائها ومرافقها الحيوية من دون مقاومة تُذكر.
وانتشر الحوثيون باللباس العسكري، أمس، في الشوارع الرئيسية للحديدة، ثاني أكبر مدن اليمن، بعدما كانوا قد بدأوا انتشارهم في المناطق المحيطة بها قبل يومين. وتأتي السيطرة على المدينة الساحلية التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة، في إطار سعي الجماعة للحصول على منفذ بحري مهم على البحر الأحمر، ما يحقق لهم السيطرة على مضيق باب المندب، وذلك لتحقيق المزيد من المكاسب في الخريطة المرتقبة التي تقسم اليمن إلى 6 أقاليم.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول عسكري قريب من «أنصار الله» في وقتٍ سابق، قوله إن الحديدة هي «مرحلة أولى في طريق توسيع وجود الجماعة عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى باب المندب»، على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن.

وبالتزامن، أكد مصدر قبلي أن مسلحين حوثيين وصلوا إلى محافظة مأرب في الشرق، جواً من مطار صنعاء، في إطار سعيهم إلى الاستيلاء على المحافظة الغنية بمنابع النفط. ومع ذلك حاول متحدث باسم الحوثيين التخفيف من وطأة ما يحصل بالقول إن ما يجري «حراك شعبي بحثاً عن اللواء علي محسن الأحمر»، نافياً أن تكون مدينة الحديدة قد سقطت بيد «أنصار الله».
كذلك نفت مصادر في الجماعة لـ «الأخبار» الحديث عن «سقوط الحديدة»، مشيرةً إلى أن ما يجري تحرك شعبي للاعتراض على «الفوضى التي تحاول القوى الخارجية خلقها في اليمن عبر ممارسات تنظيم القاعدة». وأكدت المصادر التعاون بين الحوثيين والقوى الأمنية «المنتشرة في نقاطها المعتادة داخل المدينة»، لصدّ «الأدوات الخارجية».
وفي عدن جنوباً، أحيا آلاف اليمنيين من أنصار «الحراك الجنوبي» الذكرى الواحدة والخمسين لـ«ثورة 14 أكتوبر» ضد الاستعمار البريطاني، تمهيداً لاعتصامٍ مفتوح للمطالبة بالانفصال واستعادة الدولة السابقة في الجنوب.
( أ ف ب)