في ما تبدو أنها استجابة سريعة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، التي دعا فيها إلى وقف «الاستفزازات» في الأماكن المقدسة، سارع الاحتلال إلى زيادة خطواته التصعيدية في المدينة المحتلة وصولا إلى حدّ أغلق فيها بوابات تؤدي إلى المسجد الأقصى، كما تعمّد تكسير وتخريب بعض المرافق. واقتحم نحو 230 إسرائيليا المسجد الأقصى أمس، تلبية لدعوة جماعات إسرائيلية إلى اقتحام المسجد لمناسبة «عيد العرش (المظلة) اليهودي» الذي بدأ الأربعاء الماضي وينتهي اليوم. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إن من بين المقتحمين 200 مستوطن و30 ضابطًا من قيادة الشرطة الإسرائيلية في القدس. وتعمد هؤلاء اقتحام الأقصى من جهة باب المغاربة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد، على شكل مجموعات ووسط حراسة شرطية مشددة، وقد نظموا جولة في أنحاء متفرقة منه.
وفي وقت سابق، قررت الشرطة الإسرائيلية منعت الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما وجميع النساء من الدخول إلى الأقصى منذ الفجر، وهي إجراءات كان من الواضح أنها تمهد لتصعيد خطير ضد المسجد والمصلين.

في غضون ذلك، ولدى خروج مجموعة من المستوطنين من الأقصى قابلوا نساء فلسطينيات كنّ يتظاهرن أمام باب المسجد، ليحدث اشتباك بالأيدي، ثم تدخلت الشرطة الإسرائيلية التي منعت الناشطين من تصوير عمليات الاعتقال.
على صعيد متصل، أحرق مستوطنون متطرفون، فجر أمس، مسجدا في بلدة عقربا جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة المحتلة، كما خط المستوطنون شعارات عنصرية باللغة العبرية في المكان، ولم يكتشف الأهالي الحادث إلا قبيل صلاة الفجر بعدما أتت النيران على مصلى النساء.
وكانت الحكومة الأردنية، المسؤولة عن الأوقاف في القدس، قد استنكرت اعتداء قوات الاحتلال بالضرب المبرح على المصلين في الأقصى، مؤكدة أنها ستتعامل «بكل حزم مع التصعيد الإسرائيلي في الأماكن المقدسة»، مضيفة أنها ستتخذ «التدابير السياسية والقانونية اللازمة».

(الأخبار، الأناضول)