القاهرة | العلاقات المصرية ـ الروسية تأخذ طابعاً جديداً بعد الزيارة الأخيرة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لروسيا قبل نحو ثلاثة أشهر. فقد ذكرت مصادر في الرئاسة المصرية أن الرئيس الروسي فلاتمير بوتين سيزور مصر خلال الفترة المقبلة.
وقالت، في تصريحات خاصة لـ»الأخبار»، إن «العلاقة بين الرئيسين السيسي وبوتين بدأت عند قيام الاول بزيارة رسمية فى آب 2013 من العام الماضى بصفته النائب الاول لرئيس مجلس الوزارء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي وبتفويض من رئيس الجمهورية وقتها المستشار عدلي منصور، وذلك لبدء وضع تصور عام لصفقات التسليح بين البلدين». وقالت المصادر إن «زيارة بوتين للسيسي ستشهد احتفالات تاريخية ومراسم استقبال عسكرية تليق برئيس هذه الدولة، وستتناول بحث العديد من قضايا المنطقة، والتي تتعلق في الاساس بمحاربة الارهاب الأسود المتمثل في التنظيمات المسلحة التي انتشرت أخيراً في الدول العربية، وتشكل تهديداً للأمن القومي للبلاد، إلى جانب مناقشة قضايا استراتيجية ذات طابع سياسي رفيع المستوى»، موضحة أن «أهمها ملف سوريا والعراق وإكمال صفقات التسليح والتطرق الى تعاون إعلامي بين البلدين، حيث من المقرر دراسة تدشين محطة فضائية مصرية روسية، مع بلورة الاتفاقات الخاصة بتصنيع السلاح المشترك بين البلدين، على أن تبدأ هذه المشروعات المشتركة نهاية العام الحالي».
في الوقت ذاته، كشفت المصادر، وللمرة الأولى، سبب زيارة السيسي لروسيا أخيراً، وقالت إنه «عندما شعر السيسي بمراوغة أميركا في تسليم صفقة طائرات الأباتشي البالغ عددها 10 طائرات مع ممارسة الادارة الاميركية لبعض الضغوط المتعلقة بإطلاق سراح صحافيي قناة الجزيرة وإطلاق سراح عدد من الناشطين، حاول الرد بشكل عملي على واشنطن، معلناً رفضه لكل أشكال الضغط، ومتجهاً الى المعسكر الشرقي في زيارة وصفت بالتاريخية من الجانبين المصري والروسي».
وشرع الرئيسان خلال لقائهما في مدينة سوتشي في إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر والاتحاد الجمركي الذي تقوده روسيا، ويضم بيلاروسيا وكازاخستان، كذلك ناقش الجانبان عمليات تسليم الصادرات العسكرية الروسية العالية التقنية.
وأشارت المصادر إلى أن إسراع وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، إلى الإعلان عن تسليم أربع طائرات «أباتشي» كانت في الصيانة لمصر، إضافة إلى إعلانه خلال الأسبوع الحالي اقتراب تسليم باقي الصفقة البالغ عددها 10 طائرات والتي دفعت كامل قيمتها عام 2010 في عهد الرئيس المصري الاسبق محمد حسني مبارك، سببهما خشية أميركا من اتجاه مصر الى المعسكر الشرقي مجدداً بسبب سياسات الادارة الاميركية.