يتسارع سقوط المناطق اليمنية كأحجار الدومينو بأيدي جماعة «أنصار الله» (الحوثيون). منذ سيطرتهم على عمران شمال صنعاء قبل أشهر، ثم دخولهم إلى العاصمة وسيطرتهم على مرافقها الحكومية والعسكرية، تسارعت الأحداث لمصلحة الحوثيين بصورةٍ كبيرة، حيث تمكنوا، أول من أمس، من الانتشار في مركز محافظة الحُديدة الغربية، «بحثاً عن اللواء علي محسن الأحمر».
أما يوم أمس، فقد تمكنت الجماعة من السيطرة على محافظتي إب وذُمار، جنوب العاصمة، وتُعدّ الأولى من أبرز معاقل حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (إخوان مسلمون)، في استمرار لعملية «التطهير» التي شنّتها الجماعة على الحزب أواخر أيلول الماضي.
ووقعت مواجهات بين الحوثيين وتنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء في وسط البلاد، في تحققٍّ لما تحدّث عنه زعيم «أنصار الله» عبد الملك الحوثي في «خطاب النصر» قبل أسابيع، حين أكد أن وجهة الجماعة ستكون محافظة البيضاء، لمحاربة التنظيم المتطرف.

وبعد سيطرة الجماعة على محافظة الحُديدة أول من أمس، والانتشار في مرافقها الحيوية لا سيما مينائها الاستراتيجي المطلّ على ساحل البحر الأحمر، تمكّن الحوثيون واللجان الشعبية، أمس، من التقدم جنوب العاصمة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر أمنية وقبلية «وصول أكثر من عشرين مركبة تحمل نحو مئتي مسلح حوثي» إلى مدينة إب (190 كلم جنوب صنعاء). وبحسب المصادر، تم استقبال المسلحين من قبل المحافظ محمد الأرياني، فيما رافقت الحوثيين عناصر قبلية موالية للمؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وعلى غرار ما جرى في صنعاء والحديدة، جاء الانتشار في إب وسط صمت كامل من قبل السلطة المركزية في صنعاء. أما في ذمار، فقد نقلت «فرانس برس» عن مصادر محلية أن الحوثيين أقاموا حواجز تفتيش في المدينة التي تعد ثاني أكبر حاضنة للزيدية في البلاد، بعد صعدة معقل الحوثيين. وفي أعقاب انتشار الحوثيين في المدينة التي تبعد مئة كلم الى الجنوب من صنعاء، استقال محافظ ذمار يحيى العامري من منصبه، بحسب المصادر نفسها.

وقد وردت أنباء صباح أمس تفيد بسيطرة الحوثيين على محافظة تعز جنوب العاصمة، قبل أن ينفي قائد المنطقة العسكرية الرابعة في الجيش هذه الأنباء.

وفي البيضاء وسط البلاد، قُتل 12 شخصاً في اشتباكات بين الحوثيين و«القاعدة» في منطقة رداع، بينهم 5 حوثيين و6 من التنظيم إضافة إلى مدني واحد.

(الأخبار، أ ف ب)