معركة عين العرب (كوباني) تحولت إلى حرب استنزاف مفتوحة. تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي تمكن في بدايات الهجوم من السيطرة على قرابة 300 قرية، ووصل إلى «المربع الأمني» وسط المدينة تحت أنظار «طيران التحالف»، تراجع أمس أمام إصرار المقاتلين الأكراد على حماية مدينتهم، وبتأثير واضحٍ لغارات «التحالف» ذاته.
وفيما أكدت مصادر كردية أنّ «العدّ العكسي لإعلان فشل الهجوم قد بدأ»، أكدت أوساط التنظيم أنه «تراجع تكتيكي مؤقت تبعاً لتطورات المعركة». الطرفان تبادلا خلال اليومين الأخيرين عمليات الكر والفر، في كلٍّ من حي كانيا عَرَبان (في القسم الشرقي من المدينة)، وساحة الإكسبريس، وطريق حلب، ومحيط «المربع الأمني». وواصلت قذائف التنظيم استهداف المدينة، فيما دارت أمس اشتباكات في الريف الشمالي الشرقي، وسط محاولة مسلحي «داعش» التقدم نحو البوابة الحدودية مع تركيا. «نائب مسؤول العلاقات الخارجية في مقاطعة كوباني» إدريس نعسان أكّد أن الضربات الجوية أدت دوراً أساسياً في تمكن «القوات الكردية المشتركة» من استعادة السيطرة على ما يزيد على 80 في المئة من مساحة «المقاطعة». وأضاف في حديث لإذاعة «العراق الحر» أن «التنسيق مع قوات التحالف الجوية يجري على نحومباشر عبر غرفة عمليات مشتركة لذا فان الضربات الدقيقة مكنت وحدات حماية الشعب الكردي من دفع عناصر التنظيم بعيدا خارج المدينة، كما بدأت هذه الوحدات تطهير ريف كوباني، ومنه قرية الشعير التي تبعد عنها بمسافة 7 كيلومترات». وقال مصدر ميداني كردي لـ «الأخبار» إن «مسلحي داعش انسحبوا بالفعل من وسط المدينة، لكنهم يستعدون لشن هجمات معاكسة». المصدر أكّد أن «الضربات الجوية باتت أكثر فاعلية، لكن الفضل الأساسي في تراجع التنظيم يعود إلى إصرار وحدات حماية الشعب على الدفاع عن المدينة». في المقابل، أكد مصدر من «داعش» أن «عين الإسلام بالمعنى العسكري باتت ساقطة بالفعل، ولن يغير الانسحاب المؤقت من بعض خطوط الاشتباك شيئاً من هذه الحقيقة». المصدر قال لـ «الأخبار» إنّ «مجاهدي دولة الخلافة يعملون دائماً وفق خُطط محكمة، عادةً ما تؤتي ثمارها بفضل الله، وإن تأخّر الفتح الكامل لهو امتحانٌ لصبر المجاهدين». في الأثناء، تداولت مصادر «جهادية» أنباء عن «مفاجآت تجهزها الدولة (تنظيم داعش) في عين الإسلام». المصادر بشّرت بـ «محرقة في عين الإسلام» من دون تقديم تفاصيل إضافية، فيما تداول ناشطون أنباء تفيد عن «توجه رتل من مدينة منبج ومعه صهاريج محروقات معدة للتفجير»، وحذّر آخرون من «قيام التنظيم باستخدام أسلحة كيماوية». بدوره، أعلن الجيش الأميركي أن «المقاتلات الأميركية شنت ست غارات جوية (أمس) على مواقع للدولة الإسلامية قرب كوباني». وأقرّ التنظيمُ في الأيام الأخيرة بخسارة عدد من «المجاهدين البارزين» في معارك عين العرب، من بينهم سعودي يوصف بأنه «قيادي بارز» وهو هشام الشعلان (أبو أنس)، كما سبقه سعودي آخر هو أبو محمد النجدي، وهو مهندس بترول سعودي، نفّذ واحدة من هجمات «داعش» الانتحارية.
أعلنت 15 مجموعة بدء معركة «أهل العزم» في درعا
على صعيد آخر، أعلنت 15 مجموعة مسلحة أمس بدء معركة جديدة في محافظة درعا. المجموعات اختارت لمعركتها تسمية «أهل العزم»، فيما بدا أنه محاكاة لتسمية «العزم التام» التي أطلقتها «قوات التحالف» على عملياتها ضد «داعش». وجاء في «بيان إطلاق المعركة» أنها «ترمي إلى السيطرة على مناطق ونقاط في ريف درعا». وأكدت مصادر إعلامية مُعارضة أن «مقاتلي أهل العزم تمكنوا من السيطرة على حاجز أم المياذن، بريف درعا الشرقيّ، بعد معارك عنيفة، وسط استمرار الاشتباكات قرب حاجز المعصرة».
وفي دير الزور، استعاد تنظيم «الدولة» السيطرة على «مبنى المدرسة» في منطقة حويجة صكر بعد معارك عنيفة مع الجيش السوري، أتبعها الطيران السوري بغارات على منطقتَيْ حويجة صكر وموحسن، فيما استهدفت «طائرات التحالف» أهدافاً نفطية في الريف الشرقي بخمس ضربات. وقال «المرصد السوري لحقوق الانسان» المعارض إن الضربات استهدفت «نقطة تعبئة بنزين قرب معمل غاز كونيكو بالقرب من بلدة خشام، ما أدى لاندلاع النيران في عدد من صهاريج نقل النفط، التي كانت متوقفة للتعبئة»، إضافة إلى «منطقتي بئرين نفطيين في بلدتي الحريجية وجديد عكيدات، ومصفاتين محليتين للنفط في بلدتي الطيانة والجرذي الشرقي».