على أكثر من جبهة من المعارك الدائرة مع تنظيم «داعش» أحرزت القوّات العراقية، أمس، تقدّماً كبيراً، فيما جدّد رئيس الحكومة حيدر العبادي، رفضه دخول قوات بريّة إلى العراق، داعياً أهالي الأنبار إلى إحداث ثورة على «داعش».
وبدأ الجيش العراقي أمس، عملية عسكرية لتحرير مناطق شمالي تكريت وبيجي من عناصر «داعش»، بمساندة الطيران العراقي، وطيران دول التحالف الدولي، بحسب ما أعلن محافظ صلاح الدين، رائد ابراهيم الجبوري.
وفي هذا السياق صرح مصدر أمني، في محافظة صلاح الدين، بأنّ "عملية تحرير مناطق شمال تكريت وقضاء بيجي التي بدأت جاءت بمقترح من المستشارين العسكريين الأميركيين، وهدفها قطع طرق الإمداد عن تنظيم «داعش»".
وأكد ضابط من قيادة عمليات صلاح الدين لوكالة «فرانس برس»، أن القوات العراقية استطاعت «التقدم وتحرير قرى الصقور وحماد شهاب والمحزم ومواصلة التقدم باتجاه قضاء بيجي (40 كلم شمال تكريت)». وأشار الضابط إلى أن «تقدم قواتنا البطيء مردّه إلى وجود أعداد كبيرة من العبوات الناسفة على طريقها»، وتابع بأنّ قوات أخرى تتقدم باتجاه منطقة الديوم غرب مدينة تكريت، وفقاً للمصدر ذاته.
وفي أولى نتائج العملية، أعلن آمر لواء الرد السريع الثالث في وزارة الداخلية، اللواء أياد حميد اللهيبي، عن تحرير منطقة الحمرا بين مدينة تكريت وقضاء بيجي من مسلحي «داعش»، حيث كانت تعتبر أبرز معاقله.
ولفت اللهيبي إلى أن «القوات الأمنية لا تزال تتقدم لتحرير المناطق الأخرى في تكريت»، مؤكداً أن «معنويات القوات الأمنية عالية وعازمة على القضاء على الإرهابيين».
في غضون ذلك، أعلن قائد فرقة الرد السريع في وزارة الداخلية اللواء الركن نعمان داخل، أنّ فرقته تواصل تقدمها باتجاه المنطقة العسكرية القريبة من قضاء بيجي لتحريرها، معلناً مقتل العشرات من مسلحي «داعش» خلال عمليات «التطهير».
من جهة أخرى، قتل 10 عراقيين وأصيب 13 آخرون بجروح، في قصف للطيران الحربي العراقي لمسجد شرقي مدينة تكريت.
وفي الأنبار، أعلن مجلس المحافظة بدء عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير منطقتي التأميم و"الخمسة كيلومترات" غرب الرمادي، فيما بيّن أن العملية جاءت بعد صد هجوم لتنظيم «داعش» على وسط المدينة انطلاقاً من هاتين المنطقتين.
وأفاد مصدر أمني في الأنبار بأنّ مسلحي «داعش» شنوا هجوماً كبيراً على مركز مدينة الرمادي، من محور منطقتي التأميم والـ«خمسة كيلومترات» غرب المدينة، مشيراً إلى أن عناصر تنظيم داعش استهدفوا مقارّ قيادة عمليات الأنبار، واللواء الثامن للجيش، ومبنى مكافحة الإرهاب، وقصر العدالة، ومحكمة قضاء الرمادي بصواريخ موجهة، وقذائف هاون ألحقت أضراراً مادية فيها.
وأعلن مجلس المحافظة في وقت لاحق أمس، أن القوات الأمنية نجحت في «تطهير» جزيرة البو ذياب شمالي الرمادي من عناصر «داعش»، وفيما بيّن أنّ القوات الأمنية تتقدم بـ«سرعة» إلى مناطق التأميم والخمسة كيلومترات بدعم طيران التحالف، أكد أن هناك نتائج مثمرة خلال الساعات القليلة المقبلة.
وبدأ أمس حظر تجول في مدينة الرمادي فرضه مجلس محافظة الأنبار يستمر حتى «إشعار آخر»
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن مصدر أمني طلب عدم الكشف عن اسمه، أن حظر التجوال جاء بعد «ورود معلومات استخبارية تفيد بنية المجاميع الإرهابية استهداف القوات الأمنية والمواطنين في مدينة الرمادي».

العبادي: أرفض دخول قوات برية للعراق

من جهة أخرى، جدد رئيس الحكومة حيدر العبادي، رفض حكومته قدوم أية قوات برية أجنبية إلى أرضه، والاكتفاء بالضربات الجوية التي يوجهها التحالف الدولي بموافقة الحكومة.
يقوم رئيس الحكومة بزيارة لطهران الاثنين المقبل


وقال العبادي في بيان صحافي، عقب لقائه بوفد من محافظة الأنبار أمس: «أكدنا لجميع الدول المشاركة بالتحالف الدولي رفضنا لقدوم أية قوات برية إلى أرضنا، فأبناء العراق لديهم القدرات البشرية القادرة على سحق تنظيم (داعش)».
وفيما دعا العبادي أهالي محافظة الأنبار إلى التعاون مع القوات الأمنية، وإحداث ثورة ضد تنظيم «داعش»، أكّد إمكانية تحرير المناطق التي سيطر عليها التنظيم في محافظة الأنبار «بتعاون القوات الأمنية مع أبناء المحافظة وعشائرها».
من جهة أخرى، كشف مصدر رسمي عراقي، في تصريحات لوكالة «ارنا الإيرانية»، أمس، أن رئيس الحكومة، حيدر العبادي سيقوم بزيارة رسمية لإيران بعد غد، الاثنين، لإجراء مباحثات مع المسؤولين الإيرانيين حول أهم القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
في غضون ذلك، كشف النائب عن التحالف الوطني، صادق المحنة، أن العبادي سيقدم إلى البرلمان اليوم، السبت، أسماء مرشحين اثنين لشغل منصبي وزيري الدفاع والداخلية الشاغرين، للتصويت عليهما.
وأوضح الكحنة في تصريح لوكالة «الأناضول»، أن العبادي سيقدم الاسمين للانتهاء مما سماها «أزمة تسمية الوزراء الأمنيين»، مضيفاً أن العبادي «لم يعلن بعد للقوى السياسية أسماء المرشحين اللذين سيقدمهما في جلسة البرلمان يوم غد».
وأوضح أن «بعض التوقعات والتسريبات تشير إلى أن رئيس الحكومة قرر الرجوع إلى المرشحين السابقين، جابر الجابري لتولي وزارة الدفاع عن القوى السنية، ورياض غريب لتولي وزارة الداخلية عن القوى الشيعية».
من جهة أخرى، حذّر المرجع علي السيستاني، أمس، العراقيين من الحملة التي تشنها بعض وسائل الإعلام للإيحاء بسقوط بعض مدن العراق، ومنها العاصمة بغداد، مشيراً إلى ضرورة اعتماد العراقيين على أنفسهم في تحرير أراضيهم من «داعش».
وشدّد السيستاني، في خطبة الجمعة التي ألقاها، نيابة عنه، ممثله عبد المهدي الكربلائي في مرقد الحسين بن علي في كربلاء وسط العراق، على ضرورة اعتماد العراقيين على أنفسهم في تحرير مناطقهم من «داعش»، داعياً الجهات الأمنية إلى تنظيم عملية التطوّع في صفوف القوات المسلحة، واستبعاد ما وصفها بـ«العناصر غير المنضبطة».
إلى ذلك، توقع رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم هزيمة تنظيم «داعش» خلال الأيام المقبلة.
ولفت الحكيم في تصريحات أدلى بها في النجف إلى أن «داعش لا يسحق بطلعات جوية فقط، والحل لهزيمته هو القتال في الميدان»، إلا أنه جدّد رفضه الكامل لـ«وجود أية قوات برية إقليمية أو دولية على أرضنا». وطالب «بتحمل المسؤولية، وتدريب عناصر الحشد الشعبي، وتوفير الدعم اللوجستي، والسلاح والعتاد والرواتب، وكل ما يحتاجونه للنجاح بمهمتهم».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)