بدأ رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، زيارة لإيران مساء أمس، تهدف إلى «توحيد الجهود» في المعارك ضد تنظيم «داعش»، وذلك في أعقاب زيارة خاطفة للنجف التقى في خلالها المرجع السيد علي السيستاني. زيارة طهران يستكملها العبادي بزيارة للأردن، ومن ثم لأنقرة بعد أن يقوم وزير خارجية تركيا بزيارة بغداد، على أن يقوم بزيارات لدول الخليج.

وأكد العبادي أن زيارته لإيران هي «للتباحث مع قادتها ومسؤوليها بشأن التعاون المشترك بمختلف المجالات لما تربطنا معها من علاقات متينة اقتصادية وتجارية وعسكرية، والمهم أن نطور هذه العلاقة».
وكشف أنه بعد زيارته لإيران سيتوجه إلى الأردن «وهناك اتفاق مع تركيا على أن يزور وزير خارجيتها بغداد، وبعدها نحن نزور أنقرة»، مشيراً إلى «أننا نعمل على زيارة دول خليجية ونقولها بصراحة بأنه لا يمكن العراق والمنطقة أن تتقدم أو تتطور دون تعاون مشترك».
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، أن طهران تولي أهمية خاصة لزيارة رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي لإيران، مشيرة إلى أن الآفاق المستقبلية لإيران والعراق تتمثل في الاستقرار والهدوء وتعزيز العلاقات الإقليمية.
وأضافت أفخم أن الزيارة ستجعل التعاون الشامل بين البلدين يشهد مرحلة جديدة، مؤكدةً أن العبادي سيجري مباحثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين حول المستجدات الإقليمية وسبل رفع مستوى علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصة في مجال الطاقة والسكن والبناء وسائر المجالات بما يتناسب مع الطاقات والإمكانات الواسعة للبلدين وآليات العمل على تسوية المشاكل القائمة.
وقبيل توجهه إلى طهران، التقى العبادي السيد علي السيستاني في النجف في أول لقاء للمرجع الأعلى للشيعة مع مسؤولين رسميين عراقيين بعد امتناعه منذ سنوات عن لقاء أي مسؤول عراقي لأسباب اختلفت المصادر عليها.
وأوضح العبادي أن السيستاني «أوصى»، بتوفير جو أمني مستقر في البلاد ودعم المتطوعين والانفتاح على دولة العالم، ولفت إلى وجود «تقصير» في موضوع الأمن.
وقال العبادي، في مؤتمر صحافي عقب لقائه السيستاني: «تشرفت اليوم بلقاء السيد علي السيستاني وناقشنا عدة أمور مهمة تخص الوضع الأمني والسياسي في العراق، أهمها القضية الأمنية، حيث أوضحنا لسماحته الأوضاع بشكل عام في البلاد وقضية مشاركة القوات الأجنبية والتحالف في مقاتلة داعش، وأعربنا عن رفضنا لأي وجود بري لقوات أجنبية على أرض العراق»، مبيناً أن «السيد متفق معنا بشأن عدم وجود أي قوات برية أجنبية في العراق».
وأضاف العبادي أن «هناك انتصارات على الجبهات، وبارك السيد هذا الأمر، وأكد ضرورة الاهتمام بالمتطوعين، خاصة ممن استجاب لنداء المرجعية والوطن، وشدد على قضية الانفتاح على الآخرين والوحدة الوطنية، وأن تكون هنالك ملاحقة للفاسدين والمفسدين، وأن يكون هنالك خدمات للمواطنين». وأكد أن تدخل قوات أجنبية في المعارك ضد تنظيم «داعش» سيعقد الوضع في العراق، مضيفاً: «لا داعي للطلب. هذا سيعقد الموقف العراقي والمشهد العراقي، ويحرج الجميع».
وتوجه العبادي إلى سكان الأنبار وصلاح الدين الذين طالبوا بتدخل قوات برية أجنبية بالقول: «هذه الدعوة لا ينبغي أن تكون»، وذلك لسببين، أولهما «أننا لا نحتاج إلى قوات برية مقاتلة أجنبية»، والثاني أنه «لا توجد دولة في العالم حتى لو طلبتم، مستعدة اليوم أن تقاتل وتسلم لكم أرضكم».
وشدد على أنه «لن يكون هناك قوات برية مقاتلة على الأرض العراقية من أي جهة كانت، سواء كانت من دولة كبرى أو مجتمع دولي أو دولة إقليمية. هذا قراري وقرار الحكومة العراقية».
ورأى العبادي أنه «يجب أن نقاتل نحن للدفاع عن أرضنا، يجب أن نتوحد ونتكاتف ونضع يداً بيد ونحرر أرضنا، وصدقوني نستطيع».
وعن الوضع الأمني في العراق، أكد القائد العام للقوات المسلحة أن «العاصمة بغداد آمنة وخطوطنا الدفاعية أبعد مما كانت عليه في السابق رغم شائعات العدو، وأن هناك جهداً أمنياً واستخبارياً، وهناك حرب قائمة فيها كرّ وفرّ، وهي تحتاج إلى موازنات هائلة لاستنزافها الأموال من موازناتنا».
وعن مشروع قانون الموازنة المالية لعام 2014، قال رئيس الحكومة: «لم يبق من العام سوى شهرين، ونعمل على موازنة نقدية وإرسالها إلى البرلمان. أما موازنة 2015، فستستند إلى موازنة العام الحالي مع انخفاض أسعار النفط»، مؤكداً أن «مجلس الوزراء قرر اتخاذ سياسة التقشف باستثناء مجالي الأمن والخدمات».
وحول العلاقات مع أربيل، شدد العبادي على «عدم وجود أي اتفاق مع الإقليم سوى البرنامج الحكومي المعلن»، مضيفاً: «لدينا اليوم نقاش حول خط نفط كركوك المتوقف بسبب العمليات العسكرية، والذي يجب أن يكون تحت نظر الحكومة الاتحادية، والواردات تعود إلى الحكومة الاتحادية»، مبيناً أن «نسبة الـ17% للجانب الكردي ستُقَرّ في مجلس النواب»، مؤكداً أن «الواردات المتحققة من النفط تذهب إلى الخزانة الاتحادية».
من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية الجديد، محمد الغبان، أن الوزارة أمام مرحلة جديدة في البناء لـ«معالجة الخطأ وتقويم العمل»، متعهداً العمل بمبدأ «الثواب والعقاب».
وشدد الغبان خلال مراسم تسلمه مهمات عمله رسمياً أمس، على أن «أهمية وزارة الداخلية تأتي بارتباطها بمفاصل حيوية في حياة العراقيين، وهي الأمن والخدمات»، مبيناً أن «الوزارة ستعمل بمبدأ الثواب والعقاب حيث سيكافئ المتميز والمجد في عمله ويعاقب المتلكئ الذي لا يؤدي واجباته بالشكل المطلوب».
في سياق آخر، أعلن قائد القوة البرية للحرس الثوري الإيراني، العميد محمد باكبور، أن للحرس الثوري رصداً أمنياً كاملاً على التحركات داخل العراق وحتى في عمقه، معلناً الاستعداد لاقتلاع جذور الإرهاب في أي نقطة كانت.
وأوضح باكبور في تصريح صحافي أن «الأوضاع في المناطق الحدودية مع العراق جيدة».
أمنياً، أعلن محافظ بابل، صادق السلطاني، تحرير الطريق الصحراوي الرابط بين ناحية جرف الصخر في المحافظة وعامرية الفلوجة التابعة لمحافظة الأنبار بالكامل، مبيناً أن هذا الطريق من أهم طرق إمداد عصابات «داعش» في جرف الصخر.
وأضاف السلطاني أن «تحرير مركز ناحية جرف الصخر هي مسألة وقت لا أكثر».
إلى ذلك، أفاد مصدر في وزارة الداخلية، بأن حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف حسينية في منطقة سيد سلطان علي وسط بغداد، ارتفعت إلى 11 قتيلاً و26 جريحاً.
كذلك، سقط 5 قتلى وأصيب 24 آخرون بجروح في حصيلة أولية للتفجيرات الثلاثة التي شهدتها محافظة كربلاء، أمس.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)




الامم المتحدة: وضع النازحين في فصل الشتاء مصدر قلق بالغ

شددت الأمم المتحدة على أن وضع النازحين في العراق في فصل الشتاء مصدر قلق بالغ.
وذكر بيان لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في العراق (أوتشا)، أنه مع تساقط أمطار غزيرة وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، واقتراب فصل الشتاء، فإن ما يقارب من 800 ألف شخص في حاجة ماسة إلى المساعدة والمأوى، وأن 940 ألف شخص على الأقل يفتقرون إلى المواد المنزلية الأساسية وغيرها من مواد إدامة الحياة.
ووفقاً لأحدث تقويم في إقليم كردستان العراق، حيث يمكن أن تصل درجة الحرارة في فصل الشتاء إلى 16 درجة مئوية تحت الصفر، فإن نحو 80 ألف أسرة نازحة في حاجة ماسة إلى المساعدة في فصل الشتاء.
وحسب البيان، دعت الأمم المتحدة إلى مزيد من الاستعداد للشتاء في أنحاء العراق.
وكشف القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في العراق، نيل رايت، وجود «جهود جيدة جارية للتحضير لفصل الشتاء، ولكن هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير، وأن مئات الآلاف من المشردين داخلياً هم في حاجة ماسة إلى الحماية والمأوى وغير ذلك من اللوازم المنزلية الأساسية».
(الأخبار)