بينما تتواصل المواجهات بين تنظيم «القاعدة» وجماعة «أنصار الله» في مدينة رداع في محافظة البيضاء وسط البلاد، أعلنت الجماعة، أمس، أنها «ترفض أي قرارات تأتي من خارج اليمن»، في إشارةٍ إلى أنباء تحدثت عن إدراج لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة ثلاثة من قيادات الحوثيون «كمعرقلين للتسوية السياسية في البلاد».

وأكد عضو المكتب السياسي في «أنصار الله» أنه في حال تسمية اللجنة لقيادات حوثية من بينها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، فإن ذلك «لا يعنينا، لا من قريب ولا من بعيد»، مضيفاً: «لا نعوّل على الخارج في أي شيء، بل على الشعب اليمني الذي خرج ضد الفساد والقاعدة الذي يهدد أمن البلاد واستقرارها».
وكانت مصادر إعلامية يمنية قد تناقلت خبراً مفاده أن «خبراء لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة حددت أسماء عدد من معرقلي عملية الانتقال السياسي في اليمن، هم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، ونجله السفير اليمني في دولة الإمارات أحمد صالح، وكذلك زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، والقيادي فيها عبد الخالق الحوثي بجانب القائد الميداني أبو علي الحاكم».
في وقت سابق، لمّح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بنعمر، عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الثلاثاء الماضي، إلى مشاورات بشأن فرض عقوبات على خمسة يمنيين «لدورهم في عرقلة التحول الديموقراطي»، من دون أن يسمي أياً من هؤلاء الخمسة.
وعلى صعيد المشاورات لتأليف الحكومة، أعلن تكتل أحزاب «اللقاء المشترك»، أمس، أنه لن يشارك في الحكومة الجديدة، لكنه أكد دعم جهود الرئيس، عبد ربه منصور هادي، ورئيس الحكومة المكلف خالد بحاح في تشكيلها. وأكدت أحزاب «اللقاء»، في رسالة بعثتها للرئيس اليمني، أن موقفها «يأتي حرصاً على سرعة تشكيل الحكومة الجديدة التي نص عليها اتفاق السلم والشراكة الوطنية» ووقعته الأطراف السياسية اليمنية في الحادي والعشرين من أيلول الماضي.
وأشارت الأحزاب المنضوية في التكتل (الإصلاح، الاشتراكي، الناصري، الحق، البعث واتحاد القوى الشعبية)، إلى أن «تجاهل الشراكة الوطنية بالإصرار على التفاضل بين الأحزاب الموقعة لاتفاق السلم يؤذن بفشلها سابقاً»، مشددة في الوقت نفسه على أنها ستدعم «ضمان نجاح الحكومة المقبلة في أداء مهماتها الوطنية على قاعدة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم وملحقها الأمني والعسكري».
في غضون ذلك، استمرت اشتباكات عنيفة، أمس، بين مسلحي "القاعدة" وآخرين من «أنصار الله»، في مدينة رداع، وفق شهود عيان. وأشار الشهود إلى أن قتلى وجرحى من الطرفين (لم يعرف عددهم) سقطوا خلال تلك المعارك. ونُقل عن مسؤول ميداني أن قائد نقطة عسكرية في الجيش اليمني، هو العقيد عبد الله الظاهري، وثلاثة جنود قتلوا، أمس، بنيران مسلحين حوثيين في رداع. وحول الاشتباكات الدائرة في المدينة، أوضح المسؤول أنها مستمرة من دون ذكر إحصائية دقيقة عن القتلى والجرحى.

(الأخبار، الأناضول)