أصيب مواطن فلسطيني، مساء أمس، برصاص الشرطة الإسرائيلية في القدس المحتلة بعد مقتل طفلة وجرح ثمانية مستوطنين دهسهم بسيارته في حي الشيخ جراح في المدينة. وقالت وسائل إعلامية عبرية إن فلسطينياً من سكان حي سلوان نفذ عملية دهس متعمدة لمجموعة من المستوطنين، في حين أطلقت الشرطة النار عليه وأصابته بجراح خطيرة.
وذكرت القناة السابعة العبرية أن طفلة إسرائيلية قتلت متأثرة بجراحها في العملية، فيما أصيب ثمانية مستوطنين، اثنان منهم في حال الخطر، والباقي وصفت جراحهم بما بين متوسطة إلى طفيفة. وأيضاً قالت صحيفة «هآرتس» إن السائق حاول الفرار قبل أن تطلق الشرطة عليه النار.
وذكرت مصادر من القدس المحتلة أن سائق السيارة هو الأسير المحرر عبد الرحمن الشلودي (22 عاماً)، وأفرج عنه نهاية عام 2013 من الأسر بعد أن أمضى 16 شهراً داخل سجون الاحتلال. كذلك ذكرت أنه بعد عدة أشهر اعتقل مرة أخرى من منزله في حي البستان المهدد بالهدم، واعتدت قوات الاحتلال عليه لحظة اعتقاله بالضرب المبرح هو وجدته المسنّة إضافة إلى اعتقال والده لثلاثة أسابيع. وعلم أيضاً أن الشلودي هو ابن شقيقة القائد في كتائب القسام الشهيد محيي الدين الشريف.
وتعليقاً على الحادثة، قال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مسؤول بصورة غير مباشرة عن العملية التي نفذت في القدس. وأضاف نتنياهو: «هكذا يعمل شركاء أبو مازن في الحكومة، وأبو مازن نفسه حرّض قبل يومين على المس باليهود في القدس»، معطياً تعليماته بتعزيز القوات الأمنية في المدينة المحتلة.
وفي وقت سابق، وصل وزير الأمن الداخلي يتسحاق اهارونوفيتش إلى منطقة الحادث، مؤكداً أن المسألة تتعلق بعملية على خلفية قومية. ووصف اهارونوفيتش ما يجري بأنه «ليس انتفاضة، بل أحداث غير بسيطة ينبغي إيقافها». كذلك أوضح أنه تحدث مع نتنياهو طالباً منه ضخ المزيد من قوات حرس الحدود، ومشدداً على ضرورة تهدئة المدينة. وخلال وجود الوزير أثنى على الضابط الذي شخّص السائق وأطلق النار اتجاهه، فيما تواصل الشرطة وجهاز «الشاباك» التحقيق في الحادث».
وقبل شهرين قتل مستوطن وأصيب خمسة آخرون بعد أن أقدم شاب على دهسهم بجرافته في القدس، وأطلقت الشرطة عليه النار ما أدى إلى استشهاده في المكان نفسه.
أما وزير الاقتصاد، نفتالي بينت، فدعا إلى استخدام سياسة «القبضة الحديدية» ضد المقدسيين. وطالب بينيت باعتبار عمليات إلقاء الحجارة عمليات «إرهابية»، والتعامل مع كل من يحرق محطة للقطار كـ«إرهابي»، منبّهاً إلى ضرورة التعامل مع من وصفهم بقتلة «الرضّع» كما يجب.
في الإطار، قال وزير الإسكان أوري أرئيل إن مستوى «العنف» في القدس وصل إلى ذروته، وإن العمليات التي ينفذها «أبناء الأقليات» في ازدياد. وتابع أرئيل: «بدأ ذلك بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، وواصل الوضع تدهوره ليصل اليوم إلى سفك الدم اليهودي»، مطالباً رئيس الوزراء ووزير الأمن الداخلي بالتعامل «بكل صرامة» ضد كل من يحاول المس بمواطني إسرائيل أو قوات الأمن في القدس، والتعامل معهم بكل قسوة حتى لا تتدهور أوضاع المدينة أكثر.

(الأخبار)