سيناء | فصل دموي جديد يُفتح في صحراء شبه جزيرة سيناء، أعطت شارة البدء فيه أمس قرابة 29 جندياً مصرياً قضوا بعد استهداف حاجزين عسكريين. الاستهداف الأول كان بسيارة مفخخة انفجرت بالقوات المتمركزة على الحاجز، والثاني بعبوات ناسفة وقذائف «آر بي جي». وأدى الهجومان، أيضاً، إلى نحو 30 جريحاً بإصابات متفاوتة.
تأتي هذه الحادثة بعد مرور بضعة أيام على حادثين جرى خلالها تفجير سيارة تابعة لقوات الجيش خلال مرورها على الطريق الدولي في العريش، وتحديداً في منطقة حي المساعيد، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة سبعة آخرين، فيما أدى حادث (الأحد الماضي) إلى مقتل ضابطين ورقيب متطوع وأربعة جنود، وأصيب أيضاً خمسة آخرون بانفجار مدرعتين في قرية السبيل جنوبي العريش.
كل هذه الأحداث دفعت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الدفاع الوطني، لبحث تطورات الشيخ زويد، وجرى الإقرار في ختامه، فجر اليوم، حالة الطوارىء لفترة ثلاثة أشهر في شمال سيناء.
كل هذه الأحداث دفعت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الدفاع الوطني

وفي السياق، أفادت مصادر أمنية وشهود عيان بأن سيارة دفع رباعي كانت تسير على طريق فرعية، وهي متجهة من قرية «الجورة» جنوبي الشيخ زويد باتجاه حاجز عسكري يقع على الطريق نفسها، وما إن وصلت إلى الحاجز حتى سمع دوي انفجار ضخم سقط جراءه عشرات القتلى والجرحى.
ولم تمض دقائق حتى أفيد عن وقوع انفجار آخر على حاجز «أبو طويلة» العسكري، الذي يقع على الطريق الدولية من العريش إلى رفح، وكان الانفجار جراء عبوات ناسفة زرعت على جانبي الطريق أمام الحاجز. ثم استُهدف الكمين الأمني بقذائف «آر بي جي»، موقعاً قتلى آخرين.
لم يكتف المسلحون بذلك، فشنّ آخرون يستقلون سيارة دفع رباعي هجوماً على نقطة عسكرية تقع على الطريق الدائرية في جنوب العريش، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود من القوات المتمركزة على النقطة العسكرية.
وأوضحت مصادر أمنية لـ«الأخبار»، أن اشتباكات عنيفة دارت عقب الحادث، بين مجموعة مسلّحة وقوة أمنية في كرم القواديس شرقي العريش، «لكن قوات الجيش لم تنجح في إلقاء القبض على المسلّحين الذين لاذوا بالفرار في عمق الصحراء باتجاه مناطق وعرة وسط سيناء».
ويلاحظ أن الجماعات المسلّحة قد غيرت استراتيجيتها الهجومية على الأرض، بعد تضييق الخناق عليها في شرق العريش والمناطق الحدودية بالشيخ زويد ورفح، فنقلت مسرح عملياتها داخل مدينة العريش، عاصمة شمال سيناء، وتمكنت من تدمير سيارة عسكرية ومدرعتين في عمق المدينة، وأدى ذلك إلى مقتل وإصابة 22 عسكرياً، بينهم ضابطان برتبة ملازم أول ورقيب متطوع في قوات الجيش.
وبعد تعزيز الجيش قواته وآلياته وإحكام السيطرة على مداخل المدينة ومخارجها، عادت الجماعات المسلّحة إلى استخدام عملية الكرّ والفرّ، بالخروج مجدداً من عمق المدينة إلى أطراف المنطقة الحدودية شمال سيناء