كربلاء | حالة استنفار أمني تعيشه المحافظات الجنوبية في العراق، مع حلول ذكرى عاشوراء لتأمين مراسم إحياء الذكرى بعد إطلاق تنظيم «داعش» تهديداته لاستهدافها.
وأعلنت قيادة عمليات الفرات الأوسط إعداد خطة أمنية محكمة استعداداً لتطبيقها خلال شهر محرم في محافظتي كربلاء والنجف، ولا سيما في الأيام العشرة الأوائل منه التي تشهد تأدية مراسم دينية مثل إقامة المجالس الحسينية ونصب خيم العزاء والمواكب الحسينية في الطرقات وغيرها من المراسم، فضلاً عن توافد أعداد كبيرة من الزائرين من مختلف المحافظات العراقية إلى كربلاء، إضافة إلى الزوار الأجانب.
وتعد زيارة العاشر من محرم الحرام من الزيارات الكبيرة والمهمة، حيث يصل تعداد الزائرين إلى الملايين للمشاركة في العزاء المليوني المعروف بـ«عزاء أو ركضة طويريج» في محافظة كربلاء. الخطة الأمنية لهذا العام اختلفت عن الأعوام السابقة، بحسب القيادات الأمنية في المحافظة، للتهديد الذي تتعرض له محافظات العراق من تنظيم «داعش». كذلك إن دعوة المرجعية الدينية وعلى لسان ممثلها في كربلاء عبد المهدي الكربلائي إلى جعل كربلاء محافظة عسكرية لحماية مقدساتها من التدنيس الذي يهدد به «داعش» محافظتي كربلاء والنجف الأشرف زاد من إجراءات توخي الحذر التي تتبعها قيادة عمليات الفرات الأوسط.

قائد عمليات الفرات الأوسط، الفريق الركن عثمان الغانمي كشف لـ«الأخبار» أن «قيادة شرطة كربلاء وضعت خطة أمنية لتوفير الحماية للوافدين والزائرين خلال شهر محرم، ونشرت أكثر من 20 ألف عنصر أمني لهذا الغرض»، لافتاً إلى أن «الخطة وضعت بالتعاون مع قيادة عمليات الفرات الأوسط وستكون مرنة وقابلة للتغيير».
نشرت شرطة كربلاء أكثر من 20 ألف عنصر أمني لتأمين مراسم عاشوراء

وأوضح أن «الخطة الأمنية سيُشرَك الحشد الشعبي فيها وسيكونون على مركز ومحاور المدينة»، داعياً أهالي كربلاء وأصحاب المواكب الحسينية المنتشرة في عموم المحافظة إلى «التزام التعليمات الأمنية لضمان سلامتهم».
وأعلن الغانمي أن قيادة الشرطة وضعت خطة طوارئ بديلة للخطة الأمنية لزيارة العاشر من محرم في كربلاء.
وأضاف قائد عمليات الفرات الأوسط أن «كل خطة أمنية يجري إعدادها تقابلها خطة طوارئ، وبالتالي يُعاد النظر خلال تنفيذها»، مشيراً إلى أن «القطوعات الأمنية تعتمد على انسيابية الزائرين».
من جانبها، أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كربلاء أن المدينة مستعدة لصد أية هجمة تتعرض لها من قبل «داعش» قد تستهدف زيارة العاشر من محرم.
وأوضح رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كربلاء، عقيل المسعودي، أن «الأجهزة الأمنية استنفرت جميع عناصرها الأمنية على حدود المدينة وخاصة مع نقاط التماس».
وكشف المسعودي في تصريح لـ«الأخبار» أن «عناصر استخبارية تنتشر في عموم المحافظة تنتقي معلومات استخبارية دقيقة يصعب على الجهات الأمنية التعامل معها».
وأضاف رئيس اللجنة الأمنية أن «قيادة عمليات الفرات الأوسط لديها تنسيق مع عمليات الأنبار بشأن تحركات مسلحي «داعش» التي تسعى للوصول إلى حدود محافظة كربلاء وخرق أمنها خصوصاً خلال زيارة عاشوراء».
وفي السياق، طالب المرجع الديني محمد تقي المدرسي، رؤساء العشائر والحكومة المحلية في محافظة كربلاء بالاستعداد والتأهب لمواجهة أي هجوم محتمل قد تتعرض له المدينة، مشدداً على «ضرورة أن تتحول إلى قلعة محصنة عصية على الإرهابيين».
مدينة النجف من جانبها أعدت العدة لاستقبال شهر محرم، إذ وضعت قيادة عمليات الفرات الأوسط خطتها الأمنية بالتعاون مع قيادة شرطة المحافظة لتأمين الحماية للمدينة تحسباً من حدوث أي خرق أمني.
رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة النجف، خالد الجشعمي أكد في تصريح لـ«الأخبار» أن «مجلس المحافظة صدّق على الخطة الأمنية التي أعدتها قيادة عمليات الفرات الأوسط والمتضمنة مشاركة جميع القوى الأمنية والقوى الساندة من مديرية الاستخبارات وغيرها وكل جهة لها واجب محدد عليها تنفيذه».
وأشار الجشعمي إلى أن «تنفيذ الخطة الأمنية سيباشر به يوم السبت المقبل (اليوم) لتوفير الحماية اللازمة للمواكب الحسينية التي تؤدي مراسم عاشوراء سنوياً».
وأوضح أن «الخطة الأمنية هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة من حيث تأمين المحافظة بمحيطها الخارجي، فضلاً عن توفير حماية خاصة للمواكب الحسينية، وذلك للتحدي الأمني الذي يواجهه العراق في قضائه على تنظيم «داعش»».