توحي مشاهد الدمار في جميع المواقع والشوارع التي دارت فيها المعارك وسط مدينة الربوعة في عسير السعودية، بأن المدينة شهدت معارك وحرب شوارع استمرت لسنوات. وتظهر على بعض أسطح المنازل التي نصب فيها الجيش السعودي رشاشات ومدفعية، آلاف الأجسام الفارغة للأعيرة النارية وللمدفعية التي تُغطي حتى بعض شوارع المدينة وأحيائها، وهي مشاهد وثّقها «الإعلام الحربي» ووزع البعض منها.تترافق رؤية هذه المشاهد مع إحراز المقاتلين اليمنيين تقدماً في المحور الشرقي من الربوعة من خلال عمليات عسكرية نُفّذت خلال فترات متقطعة منذ نهاية الشهر الماضي وحتى اليوم.
سيطرت القوات اليمنية على موقعي نشمة والقشبة شرقي عسير

ووفق مصادر ميدانية التقت بها «الأخبار»، لقد جازف الجيش السعودي بمئات الآليات المُدرعة التي عزّز بها مواقعه في محيط مدينة الربوعة، بهدف الاحتفاظ بما بقي له، مثل موقع نشمة والقشبة، وهي المواقع الذي نجحت القوات اليمنية في السيطرة عليها قبل يومين بعد معارك ضارية احترقت خلالها عشرات الآليات المدرعة، من بينها طرازات لم يسبق دخولها في جبهات القتال الحدودية من قبل، إضافة إلى عشرات دبابات «إبرامز» الأميركية والجرافات التي جرى إعطاب العديد منها أثناء محاولة استحداث مواقع جبلية جديدة كان الغرض منها قطع الحد من توسع القوات اليمنية ووقف تقدمهم بالتزامن مع تنفيذ عشرات الهجمات من مختلف المحاور لاستعادة الربوعة. ويضيف المصدر أن هدف الجيش السعودي في الأساس وقف تقدم المقاتلين اليمنيين، وقد استخدم في سبيل تحقيق هذه الغاية خططاً عسكرية متنوعة، من بينها شن هجمات كبيرة باستخدام مئات الآليات على خط ناري ممتد من شمال المدينة إلى شمالها الشرقي.
ووفقاً للمصدر، فقد رافق هذه الهجمات تدمير شامل وكلّي لمباني مدينة الربوعة ومنشآتها وطرقها العامة ومكاتبها الحكومية، المدنية والعسكرية، عبر مئات الغارات الجوية. ويُعلل المصدر هذا التصرّف بـ«خشية النظام السعودي من وصول الإعلام الحربي اليمني إلى داخل مكاتب ومقار حكومية، مثلما حصل قبل أشهر، يومها عرض مقاطع للمقاتلين اليمنيين وهم يتجولون في أروقة مكاتب مبنى حرس الحدود السعودي وسط المدينة».
وعلى العكس ممّا كان يُخطّط له الجيش السعودي، نجح المقاتلون اليمنيون في مواصلة تقدمهم إلى الشرق من مدينة الربوعة وإتمام سيطرتهم على مواقع عسكرية جديدة. وتنتشر في مساحات التوسع عشرات الآليات المدرعة المحروقة والمعطوبة، والتي تُقدّر المصادر أنها كانت تُعدّ لعمليات هجوم جديدة، غير أن مباغتة القوات اليمنية لها أفشلت المخططات، وهذا أيضاً ما تُشير إليه الكميات الكبيرة من الذخائر وقطع السلاح المتوسطة والخفيفة التي استحوذ عليها المقاتلون اليمنيون في المواقع التي سيطروا عليها، ومن بينها مخازن للذخائر لم يجرِ افتتاحها بعد، إضافة إلى مخازن أخرى احترقت نتيجة القصف المدفعي.
وبالتزامن مع استمرار التوسع وتواصل صدّ الهجمات شمال مدينة الربوعة وإلى الشرق منها، صعّد المقاتلون اليمنيون من عملياتهم القتالية في منطقة المجازة غرب الربوعة، وهو محور جديد تنفذ فيه القوات اليمنية عمليات نوعية، من بينها استهداف آليات مدرعة ترابط في المواقع العسكرية.