بغداد | طغى الجانب الأمني على مجمل لقاءات رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، مع المسؤولين الأردنيين في العاصمة عمان، يوم أمس. العبادي، الذي وصل الى المملكة، مصطحباً مستشار الأمن الوطني، فالح الفياض، التقى الملك عبد الله الثاني، ورئيس الحكومة عبد الله النسور، وأجرى معهما جولة محادثات ركزت على تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، إضافة إلى قضايا اقتصادية وتجارية.

وكشفت مصادر مقربة من العبادي، لـ«الأخبار»، أنه شدد خلال محادثاته، على «أهمية تعزيز التعاون الأمني وضبط الحدود لمنع تسلل الإرهابيين إلى العراق»، إضافة إلى «تنسيق الجهد الاستخباري لتجفيف منابع الإرهاب المتواصلة بين البلدين الجارين».
أيضاً، استعرض العبادي الوضع الأمني في بلاده، والمعركة التي تخوضها قواته ضد تنظيم «داعش»، وحاجة العراق إلى التعاون الدولي في مجال المعلومات الاستخبارية لحسم المعركة في أقرب وقت.
الملك الأردني شدد، من جهته، على وقوف الأردن ومساندته التحالف الدولي «لمواجهة التنظيمات الإرهابية ومكافحة الفكر المتطرف الذي يستهدف أمن واستقرار كل دول المنطقة وشعوبها ولا يستثني أحداً».
وعد العبادي شيوخ الأنبار بتوفير السلاح اللازم لمقاتلة «داعش»
وهو الأمر نفسه الذي أكده عبد الله النسور خلال مؤتمر صحافي مع العبادي قال فيه، إن «عمان ستدعم بغداد في حربها ضد العصابات الإرهابية»، مشيراً إلى أن «داعش والجماعات المتطرفة وباء على المنطقة، ولا بد من محاربتها».
في غضون ذلك، ذكر مصدر من الديوان الملكي الأردني، لـ«الأخبار»، أن «هناك تحالفاً أردنياً ـ عراقياً جديداً هدفه التصدي للجماعات المسلحة، وأولى مهماته تدريب مجموعات من الجيش العراقي على الأراضي الأردنية بإشراف أردني وأميركي، وذلك ضمن خطة كاملة تم تنسيقها لضبط الحدود بين البلدين بالتعاون مع أبناء العشائر».
على صعيد متصل، أكد عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، موفق الربيعي، لـ«الأخبار»، أن لقاءات العبادي والمسؤولين الأردنيين «تركزت على الملف الأمني، ولا سيما أن الأردن يمتلك خبرة استخبارية تمكنه من تقديم الدعم في مجال المعلومات، والكشف عن الحواضن الإرهابية التي هي المنبع الأساسي للجماعات الإرهابية المتطرفة».
وبعد لقاء المسؤولين الأردنيين، اجتمع العبادي مع شيوخ عشائر الأنبار، إضافة إلى لقائه رجال أعمال عراقيين. الشيخ عبد الرحمن الدليمي، الذي كان على تواصل مع بعض شيوخ الأنبار في عمان، كشف أن «رئيس الحكومة العراقية وعدهم بتقديم الدعم اللازم خلال الحملة العسكرية المقرر شنها قريباً على معاقل داعش في المحافظة (غرب البلاد)، وتوفير السلاح اللازم».
وأضاف الدليمي، في حديث إلى «الأخبار»، إن «اللقاء كان إيجابياً وأثمر عن نتائج ستتحقق قريباً، وستجرى اجتماعات بين عشائر الأنبار وحكومتها المحلية والقادة الأمنيين، بغية وضع خطة مناسبة لشن حملة عسكرية كبيرة، بمساندة العشائر نفسها».
في الإطار، رأى الكاتب والمحلل السياسي، مازن الزيدي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «زيارة رئيس الحكومة العراقية لعمان تأتي في إطار سعي إلى فتح آفاق التعاون الأمني مع المحيط العربي والإقليمي بعد سقوط عدد من مدن العراق في يد داعش».