تونس | تمثلت إحدى مفاجآت الانتخابات التونسية في اكتساب «الاتحاد الوطني الحر»، بزعامة رجل الأعمال المرشح الرئاسي سليم الرياحي، 17 مقعداً في البرلمان الجديد (نتائج غير نهائية) ليحل ثالثاً، بفارق شاسع عن «نداء تونس» و«حركة النهضة».
ولا يبلغ الرياحي، رجل الأعمال ورئيس أحد أكبر الفرق الرياضية (النادي الأفريقي)، من العمر إلا 42 عاماً. هو ظهر فجأة على الساحة السياسية بعد رحيل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، فيما يعلق أحدهم على ذلك بالقول «ظهر حاملاً معه أكياساً لا تحصى من المال ويوزع الوعود يميناً ويساراً حتى ظن التونسيون أنه سيطعمهم من ماله الخاص ويشغلهم في شركاته».
رئيس حزب «الاتحاد الوطني الحر» (تأسس عام 2011)، أو كما يلقبه التونسيون بـ«حزب توة»، أي الآن، وهو شعاره الانتخابي في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي عام 2011 عندما لم يحصد إلا مقعداً واحداً عززه بانضمام النائبة حنان ساسي، شارك في جلسات الحوار الوطني الأخير، ولم يتوقف في سعيه إلى تدعيم صفوفه النيابية، عبر استخدام العامل المادي. غياب القاعدة الجماهيرية تداركه الرياحي في بعض الجوانب بترؤس نادي كرة القدم «الأفريقي». وكان لا بد للوجه السياسي الشاب من منبر إعلامي لتسويق صورته واحتلال حيّز من المشهد الاعلامي، لذلك اقتنى «قناة التونسية» المصادرة.

صنع سليم الرياحي الحدث خلال الانتخابات، لكن تماماً كالانتخابات السابقة رافقت حملة حزبه الانتخابية وعود هي أقرب إلى الخيال، فيما تعددت زياراته الى الأحياء الشعبية وقد رافقتها شهادات من المواطنين بتلقّيهم أموالاً انتخابية. وتعتبر المعلومات الشخصية حول رجل السياسة والرياضة والإعلام شحيحة، عدا أنه كان يقيم في ليبيا وعُرِف بعلاقاته الوطيدة بعائلة القذافي. ورغم محاولاته المتعددة للظهور في وسائل الإعلام كرجل الأعمال الشاب صاحب المشروع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي تسعى أطراف سياسية عدة لقمعه، برز خلال أواخر عام 2013 كرجل المصالحة، حيث تمكن من لمّ شمل زعيم «حركة النهضة»، راشد الغنوشي، بخصمه الباجي قائد السبسي في باريس. اليوم، يرى البعض أن الرياحي وحزبه لن يكونا إلا نسخة أكثر ثراءً من الهاشمي الحامدي وحزبه «العريضة الشعبية» الذي صنع مفاجأة في انتخابات 2011، واندثر خلال الانتخابات التشريعية الحالية.