أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن القوات العراقية وقوات البشمركة في إقليم كردستان حققتا تقدماً ضد تنظيم «داعش» في عدة أجزاء من العراق. وفي وقت تعهدت فيه القوات الأميركية بمواصلة المساعدة والتعاون مع قوات البشمركة، شكك زعماء «سنّة» العراق في المنفى في جدوى استراتيجية مكافحة تنظيم «داعش».

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الجنرال جون كيربي، إن «القوات الأمنية العراقية وغيرها من القوات المعادية لداعش مثل البشمركة تحقق مكاسب في أجزاء عدة من العراق».
وأوضح كيربي أنه «في وسط العراق شهدت عمليات القوات الأمنية العراقية لتوسيع الأراضي التي تسيطر عليها إلى ما وراء مصفى بيجي النفطي تقدماً»، مضيفاً أن القوات الأمنية العراقية تمكنت من تحقيق تقدم ضد «داعش» في عامرية الفلوجة (غرب) بمساعدة الضربات الجوية للتحالف، كما تحقق نجاحاً في في مواجهة مقاتلي «داعش» في جنوب غرب بغداد.
كيربي قال كذلك إن قوات البشمركة الكردية تمكنت من استعادة السيطرة على بلدة زمار (60 كيلومتراً جنوب غرب الموصل) والمناطق المحيطة بها ضمن نطاق التوقيت الزمني الذي تم التخطيط له، موضحاً أنه رغم أن الجدول الزمني لتنفيذ العملية كان يفترض أن تستغرق أسبوعاً «تمكنوا من تنفيذه خلال أيام».
في غضون ذلك، تعهد قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية، الجنرال لويد اوستن، بمواصلة القوات الأميركية المساعدة والتعاون مع قوات البشمركة في حربها ضد تنظيم «داعش».
وذكر بيان لرئاسة إقليم كردستان العراق أن رئيس الإقليم مسعود البرزاني استقبل في أربيل قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية الجنرال لويد أوستن والوفد المرافق له، الذي ضم السفير الاميركي في العراق ستيورات جونز وعدداً من المسؤولين والمستشارين العسكريين للبنتاغون وأميركا.
وبحسب البيان فإن أوستن سلط الضوء على الانتصارات التي حققتها البشمركة على مسلحي «داعش»، مشيراً إلى أن البشمركة استطاعت على أرض الواقع إلحاق هزائم كبيرة بمسلحي «داعش» وأن التنظيم بعد انتصارات البشمركة في ربيعة وزمار تعرض لصدمة كبيرة.
ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية قوله إن «قوات بلاده مستعدة للتعاون مع قوات البشمركة في أي جبهة أو محور من خلال الدعم الجوي»، فيما قدم «شكره إلى البرزاني لإرساله القوات إلى كوباني».
وفي المقابل، وبخصوص جبهات القتال، أوضح رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني أن «مسلحي داعش فقدوا إمكانية مواجهة البشمركة وأن إرادة شعب كردستان والبشمركة في أوج قوتها لحماية كردستان وإلحاق الهزيمة بإرهابيي داعش، مقدماً شكره للقوات الأميركية على التعاون العسكري الذي يقدمونه وبالأخص لكوباني».
كذلك بحث في الاجتماع، حسب بيان رئاسة الإقليم، الأوضاع الميدانية لجبهات القتال واحتياجات قوات البشمركة.
من جهة أخرى، دعا وزير الداخلية العراقي، محمد سالم الغبان، أبناء القوات المسلحة والحشد الشعبي إلى مزيد من الثبات والتلاحم لتحرير بقية المدن والقرى والقصبات العراقية من براثن الإرهاب والتكفير.
وأوضح الغبان في كلمته في مهرجان أقيم لمناسبة انتصارات القوات الأمنية الاخيرة في جرف النصر (جرف الصخر سابقاً) أن «معركتنا ضد عصابات التكفير والظلام هي معركة وجود أولاً، فإما نكون أو لا نكون» لافتاً إلى أن «المعركة يخوضها الشعب العراقي بالنيابة عن كل العالم بلا استثناء، لأن خطر الإرهاب الأعمى طال أغلب دول العالم».
على صعيد آخر، أبدى رجال دين «سنّة» عراقيون نافذون وشيوخ عشائر مقيمون في المنفى في الأردن شكوكاً حيال جدوى ضربات التحالف الدولي الجوية بقيادة واشنطن للقضاء على تنظيم «داعش»، معتبرين أنها لن تنهي العنف في العراق بل ستزيد الوضع تعقيداً ما لم تصاحبها حلول سياسية تنهي مشاكل هذا البلد من جذورها.
وأوضح أبرز علماء أهل السنّة في العراق، الشيخ عبد الملك السعدي، من مقر إقامته في عمان أن «القضاء على إرهاب ما يسمّونه داعش لا يتم عبر إلقاء القنابل من الطائرات بل في القضاء على دوافعه وأسبابه من ظلم واعتداء وإقصاء وتهميش، وفي إعطاء الشعوب حقوقهم وحريتهم الكاملة لكي يرفضوا هذا الإرهاب ويقفوا ضده بأنفسهم دون تدخل خارجي».
ودعا السعدي في تصريح إلى وكالة «فرانس برس» الدول التي وافقت على الانخراط في التحالف الدولي إلى «إعادة النظر في مواقفها لأن الأمور قد تزداد سوءاً في كل العالم».
ولفت إلى أن «الحل الجذري لمشكلة العراق يكون بالجلوس مع أهل السنّة والاستماع لمطالب المناطق السنية المنتفضة والثائرة بسبب الظلم»، مضيفاً «بعد أن يعطونا حقوقنا، نحن نعرف كيف سنتفاهم مع داعش، فهذا شأننا».
وأوضح السعدي أن «مطالبنا معروفة وتتضمن 14 بنداً، أبرزها إيقاف قصف المدن وسحب الجيش منها وإعلان عفو عام وإحداث توازن في الوزارات والجيش ورفع اجتثاث البعث وإعادة ضباط الجيش السابق والخدمة العسكرية الالزامية وحل الميليشيات والصحوات وإعطاء نسبة حقيقية للعرب السنّة وتشكيل حكومة تكنوقراط».
من جانبه، سأل الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق، الشيخ محمد بشار الفيضي، في حديث إلى وكالة «فرانس برس»، «كيف سيستهدفون التنظيم في داخل المدن؟ هل سنشهد حرب إبادة للسنّة تحت ذريعة محاربة هذا التنظيم؟ هذه هي المخاوف التي تراودنا جميعاً، نحن السنّة».
من جانبه، دعا الشيخ رعد عبد الستار السليمان، أحد شيوخ عشائر الأنبار المقيمين في عمان، دول العالم إلى عدم الدخول في «معركة فاشلة» أخرى في العراق.
كذلك دعا السليمان المجتمع الدولي إلى البحث عن «أسباب المشكلة في العراق والجلوس مع أبناء هذه المحافظات المنتفضة للعمل على إيجاد حلول لها».
أمنياً، أعلنت قوات الأمن العراقية أنها تقدمت إلى موقع يبعد كيلومترين عن مدينة بيجي أمس في عملية عسكرية جديدة لتحرير أكبر مصفاة نفطية في البلاد من حصار تنظيم «داعش».
وتقدمت القوات الحكومية مدعومة بقوات الحشد الشعبي وطائرات الهليكوبتر الحربية عبر منطقة صحراوية إلى الغرب من بيجي بهدف استعادة السيطرة على المدينة التي تقع على بعد 200 كيلومتر شمال العاصمة العراقية بغداد.
وقال عقيد في الجيش العراقي لوكالة «رويترز» إن القوات العراقية تأمل قطع طريق الإمدادات عن المقاتلين المتشددين الذين يحاصرون المصفاة النفطية واستعادة السيطرة على طريق يقود إلى مدينة الموصل.
وأضاف العقيد الذي طلب عدم الكشف عن هويته «لقد حققنا تقدماً جيداً. استعدنا ست قرى ونحن الآن على بعد كيلومترين فقط من مدينة بيجي».
ومنذ سيطرة «داعش» على الموصل في حزيران الماضي ومقاتلوه يحاصرون القوات الحكومية داخل مجمع المصفاة، غير أنهم فشلوا في السيطرة عليه على الرغم من هجماتهم المتكررة والتفجيرات الانتحارية التي نفذوها.
في غضون ذلك، أمر وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، أمس، قيادة عمليات بغداد بـ«التحرك» لتحرير مناطق خارج العاصمة كمدينة الفلوجة وناحية الكرمة في محافظة الأنبار، فيما أكدت وزارة الدفاع أن القطعات العسكرية تواصل تقدمها لتحرير مناطق غربي الرمادي.
إلى ذلك، أفاد مصدر أمني في محافظة بابل بأن القوات الأمنية العراقية بدأت بالتحرك نحو عامرية الفلوجة انطلاقاً من منطقة الفاضلية (شمال بابل) (100 كلم جنوب بغداد).
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)




«داعش» يعدم كبار ضباط الجيش والشرطة في الموصل

أعلنت وزارة حقوق الانسان العراقية، أمس، قيام تنظيم «داعش» بخطف كبار ضباط الجيش والشرطة في الموصل واحتجازهم في قاعدة القيارة الجوية لمدة أربعة أيام ثم إعدامهم ورمي جثثهم على قارعة الطريق، وذلك خوفاً منهم من تشكيل صحوات لطرد الكيان من المدينة بعد ورود معلومات تؤكد لهم ارتباط الضباط بالحكومة المركزية في بغداد.
وذكرت الوزارة في بيان أمس «أن داعش في الموصل قام بفرض بدل إيجار قدرة 100 ألف دينار على الباعة المتجولين في أسواق الموصل وفرض الأتاوات عن كل نشاط تجاري بحجة جباية الزكاة، إضافة إلى قيام ما يعرف بـ«والي الدور الأمني» التابع لداعش في محافظة صلاح الدين بإصدار بيان يتضمن تهديداً نهائياً للأسر النازحة خارج قضاء الدور بالعودة إلى منازلهم خلال مدة زمنية معينة، وبخلاف ذلك سوف يقوم التنظيم بمصادرة كافة ممتلكاتهم وتفجير منازلهم».
كذلك أعدم تنظيم «داعش» 46 على الأقل من أبناء عشيرة البونمر الـ«سنيّة» الذين حملوا السلاح ضده في محافظة الأنبار، بحسب ما أفاد مختار في مدينة هيت وكالة «فرانس برس».
وتداولت حسابات جهادية على موقع «تويتر» صوراً قالت إنها تظهر «القصاص من 46 مرتداً من صحوات البونمر»، في إشارة إلى أبناء العشائر السنيّة الذين تولّوا قبل أعوام قتال عناصر تنظيم «القاعدة» في العراق بدعم أميركي، وعرفوا باسم «الصحوات».
(الأخبار، أ ف ب)

حل الخلاف النفطي بين بغداد وأربيل قريباً

كشف القيادي في ائتلاف القوى الكردستانية، محسن السعدون، أن رئيس حكومة إقليم كردستان نجيرفان البرزاني سيحسم الخلاف بين بغداد وأربيل بشأن الجهة المشرفة على تصدير النفط العراقي خلال زيارته المرتقبة لبغداد على رأس وفد حكومي.
وأوضح السعدون في تصريح إلى وكالة «الأناضول» أن مفاوضات المسؤولين الأكراد والمسؤولين في «التحالف الوطني» خرجت بخيارين، إما تعديل قانون شركة سومو الاتحادية (شركة تسويق النفط الوطنية)، أو إيجاد هيئة تحل محلها تكون ممثلة للحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وتتولى الإشراف على تصدير النفط.
(الأناضول)