أعلنت قيادة عمليات صلاح الدين أن القوات المشتركة من الجيش العراقي وقيادة العمليات الخاصة الثانية في جهاز مكافحة الإرهاب ولواء الرد السريع وبإسناد من الحشد الشعبي، دخلت قضاء بيجي (40 كلم شمال تكريت) مركز محافظة صلاح الدين، بعد معارك شرسة مع مسلحي تنظيم «داعش»، فيما رفعت العلم العراقي فوق المستشفى العام ومديرية شرطة القضاء وقائمّقامية القضاء.
وأوضح مصدر في هذه القيادة أن «القوات الأمنية اشتبكت مع مسلحي داعش في محاور عدة في مناطق المزرعة والصينية قبل الدخول الى قضاء بيجي»، مشيراً إلى أن «داعش فقد خلال المعارك في مناطق المزرعة والصينية أهم قادته المدعو أبو مصعب الشرقاوي وهو سعودي الجنسية، وهو من المساعدين البارزين لأبي بكر البغدادي».
وفي السياق، أعلن قائد عمليات صلاح الدين، اللواء الركن عبد الوهاب الساعدي، مقتل71 من مسلحي «داعش» خلال المواجهات والمعارك التي تدور وسط قضاء بيجي لاستكمال تحريره، مبيناً أن عناصر داعش «تركوا» أسلحتهم واعتدتهم وهربوا من ساحة المعركة.
دعا السيستاني الحكومة العراقية إلى مساعدة العشائر ضد «داعش»

وفيما أشار الساعدي إلى «قرب» الاعلان عن السيطرة الكاملة على القضاء، أكد أن «تحرير» تكريت لن يستغرق «سوى ساعات» بعد بيجي.
من جهة ثانية، تمكنت القوات الأمنية من فرض سيطرتها على التل الفرنسي غرب مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، أن تحرير محافظة الأنبار من مسلحي «داعش» سيستغرق شهراً واحداً.
وقال العبيدي خلال لقائه بالقادة الأمنيين في محافظة الأنبار إن الحكومة «عازمة على تحرير الأنبار خلال هذه الأيام، ولن نتردد أو نتراجع وسنضرب بيد من حديد داعش ومن تعاون معهم».
وفور وصوله محافظة الأنبار، أشرف وزير الدفاع على تنفيذ ضربة جوية على مسلحي «داعش» في مدينة هيت غربي الأنبار تمهيداً للعملية العسكرية البرية.
وذكر مصدر أمني في تصريح صحافي أن «وزير الدفاع خالد العبيدي أشرف أثناء وجوده في قاطع العمليات على تنفيذ ضربة جوية مباشرة لرتل يضم 10 سيارات لداعش في هيت وتدميرها بالكامل».
كذلك ناقش العبيدي خلال لقائه عدداً من الوجهاء وشيوخ العشائر وقوات الحشد الشعبي في منطقة البغدادي وقاطع عمليات الجزيرة والبادية غرب الأنبار «الوضع الراهن في مدينة هيت، وبحث معهم آلية تشكيل أفواج طوارئ من سكان المنطقة لغرض حمايتها، واطلع على الخطط العسكرية الموضوعة لغرض تطهير هذه المدينة من دنس عصابات داعش الإرهابية».
كذلك نقل بيان وزارة الدفاع أن العبيدي ناقش خلال لقائه القيادات العسكرية والقوات الأمنية الوضع الراهن في مدينة هيت، ونقل لهم رسالة رئيس الحكومة، حيدر العبادي، التي «يحثهم» فيها على «الصمود» للخلاص من «مرض داعش الخطير» و«الثأر» لـ«الشهداء» في هيت و«استثمار الانتصارات المتحققة لقواتنا المسلحة في جميع القواطع لرفع معنويات الجيش العراقي».
وطالب وزير الدفاع القادة الأمنيين بتوفير مكان آمن لعشيرة البونمر في المناطق الآمنة بعد مقتل 200 فرد من العشيرة على أيدي مسلحي «داعش» انتقاماً من العشيرة لدعمها جهود الحكومة في القضاء على التنظيم.
وفي سياق العملية العسكرية المرتقبة لاستعادة هيت، أكدت مصادر مطلعة وجود تحشيدات عسكرية كبيرة من قبل قوات الجيش وأفواج الطوارئ والحشد الشعبي وعناصر الصحوات لشن هجوم كبير وواسع لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم «داعش» في قضاء هيت غربي الأنبار.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، في حديث إلى وكالة «شفق نيوز»، إن «التحشيدات تمركزت في ناحية البغدادي الخاضعة لسيطرة قوات الجيش وأفواج الطوارئ»، موضحةً أن «خطة الهجوم وضعت من قبل المستشارين الأميركيين الموجودين في قاعدة عين الأسد في البغدادي».
من جهة أخرى، أعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، محمد إبراهيم، أن الحكومة الاتحادية وافقت على تشكيل 7 أفواج وفرقة عسكرية تتبع لقواتها، في إطار الاستعدادات الجارية لوضع الخطط الأمنية لطرد تنظيم «داعش» من مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمالي العراق.
وأوضح إبراهيم في تصريح إلى وكالة «الأناضول» أن «وزارتي الدفاع والداخلية وعدتا بتقديم كافة أنواع الدعم العسكري للقطعات العسكرية الجديدة التي سيجري تشكيلها وستتمركز على أطراف مدينة الموصل، وكذلك تزويدها بمختلف أنواع الأسلحة والعتاد لضمان تحقيق الغاية التي شكلت من أجلها في تحرير الموصل من عناصر داعش».
على صعيد آخر، وبعد رفض الحكومة العراقية الدعوات لطلب تدخل عسكري أجنبي في الأنبار، دعا رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، الحكومة العراقية إلى تسليح «العشائر السنية» في محافظة الأنبار، وعدّ ذلك «شرطاً مسبقاً» لإرسال المزيد من المستشارين العسكريين إلى العراق.
وأضاف ديمبسي في مؤتمر صحافي أن «ما قام به تنظيم "داعش"، من إعدام عدد من أبناء العشائر، يدعونا إلى توسيع نطاق عملية تقديم المساعدة لمحافظة الأنبار من خلال التدريب والمستشارين، ولكن الشرط المسبق هو لجوء الحكومة العراقية إلى تسليح العشائر، ولدينا مؤشرات إيجابية بشأن هذه المسألة، ولكننا لم نشرع فيها حتى الآن»، داعياً إلى «ضرورة إرسال المزيد من المستشارين الأميركان».
وأشار رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة إلى أن «برنامج التدريب المستمر في العراق بدأ باسترجاع بعض القدرات الهجومية للجيش العراقي، ولكننا نريد أن نفكر بطريقة نطبق بها الشيء ذاته مع العشائر».
على صعيد آخر، عدّ ممثل المرجعية الدينية في كربلاء، عبد المهدي الكربلائي، الانتصارات التي حققها مقاتلو الجيش والحشد الشعبي دليل قدرتهم على «دحر الإرهاب»، ودعا إلى التنسيق لتحرير المناطق الأخرى من الإرهاب.
وطالب الكربلائي «الجهات المعنية بضرورة توفير الخطط والتنسيق بين القوات لتحرير المزيد من المناطق وتخليص أهلها الذين يعانون سطوة الإرهابيين»، داعياً «مقاتلي الجيش والمتطوعين إلى الحفاظ على إنجازاتهم التي حققوها ومسك الأرض والتعاون مع أهالي المناطق الأخرى لتحريرها».
وأكد الكربلائي «ضرورة الحفاظ على أرواح وممتلكات المدنيين الأبرياء مهما كانت انتماءاتهم الدينية والطائفية»، محذراً من «مد اليد على أولئك الأبرياء وممتلكاتهم، لأن ذلك يعدّ حراماً شرعاً».
ودعا ممثل المرجعية «الحكومة المركزية إلى تقديم الدعم والإسناد العاجل للعشائر التي تقاتل الإرهاب وتحقيق المطالب المشروعة المقدمة من قبلهم والتي تساعدهم في الثبات والصمود»، وأضاف أن «من شأن ذلك أن يتيح الفرصة للعشائر الأخرى للانضمام إلى المقاتلين الذين يواجهون داعش»، مشدداً على «ضرورة الاستجابة السريعة لاستغاثات أهالي ناحية بلد في صلاح الدين الذين يتعرضون لهجمات مستمرة من قبل الإرهابيين».