حمل مجلس محافظة الأنبار الحكومة العراقية مسؤولية ذبح تنظيم «داعش» المئات من أفراد عشيرة البونمر، موضحاً أن المذابح كانت نتيجة حتمية لرفض الحكومة تسليح أبناء العشائر «السنية».وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت في تصريحات صحافية أمس، إن «بطش داعش بعشيرة البونمر جاء بعد رفض الحكومة الاتحادية تسليح العشائر الأنبارية خوفاً من توجيه السلاح نحوها في حال نشوب خلافات سياسية».
وأشار كرحوت إلى أن «عصابات داعش ارتكبت مجازر بحق تلك العشيرة وهجرت الأسر من منطقة الزوية، في قضاء هيت، (170 كم غرب الرمادي)، باتجاه المناطق الصحراوية، من دون غذاء أو ماء، ما أدى إلى فقدان أثر الكثيرين منها»، مضيفاً أن «القوات الأمنية باشرت عملية واسعة للبحث عن تلك العوائل وانقاذها».

بدوره، كشف الشيخ نعيم الكعود أحد وجهاء عشيرة البونمر في حديث لوكالة «رويترز» أنه طلب مراراً من الحكومة المركزية والجيش تزويده بالرجال والسلاح لكن دون جدوى.
ولفت الكعود إلى أن 75 آخرين من أفراد عشيرته قتلوا أمس بنفس الطريقة التي قتل بها سابقوهم، حيث أُلقي القبض عليهم أثناء محاولتهم الهرب من مسلحي «داعش» وأطلق عليهم الرصاص وأُلقيت جثثهم قرب مدينة حديثة.
تحذيرات من سقوط الرمادي بيد «داعش» خلال 48 ساعة

يذكر أن أفراد عشيرة البونمر صمدوا لأسابيع في مواجهة حصار تنظيم «داعش» في الأنبار، لكن امدادات الذخيرة والطعام والوقود بدأت تنضب لديهم في الآونة الأخيرة، ما سمح لمسحلي التنظيم باجتياح قضاء هيت والقرى المحيطة وبدأوا بارتكاب المجازر في حق أبناء عشيرة البونمر وقتلوا منهم الأسبوع الماضي 300 فرد.
وكانت وزارة حقوق الانسان العراقية قد ذكرت أمس أن عدد من قتلوا من أفراد عشيرة البونمر على أيدي «داعش» بلغ 322 وأضافت أنه عُثر أيضاً على جثث 50 من النساء والأطفال ملقاة في بئر.
في سياق متصل، حذر أحد شيوخ عشائر الأنبار، نجم العلياوي، من إعدام «داعش» لمئات الأسر من عشيرة البونمر المحاصرة في مناطق الزويه، وسط قضاء هيت، وفي منطقة رأس الماء قرب بحيرة الثرثار شمالي المدينة، مطالباً في حديث لوكالة «الأناضول» الحكومة المركزية بـ «الإسراع بفك الحصار عن هذه الأسر تحسباً لحدوث مجزرة كبيرة بحقهم».
رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت أكد أن «العشائر لا تملك السلاح الكافي لقتال داعش»، لافتاً إلى أن الحكومة العراقية تتجه نحو تسليح العشائر، وإذ طمأن بغداد إلى أن «العشائر لن تقاتل الحكومة»، شدد على ضرورة تسليح العشائر قبل «أن تتسع رقعة البطش».
وأظهر كرحوت أن «الجهود تتواصل لتدريب أبناء عشيرة البو نمر وإعدادهم في قاعدة عين الأسد، تمهيداً لزجهم مع القوات الأمنية، في عملية عسكرية واسعة لتطهير مناطق الزوية وكبيسة وناحية الفرات في قضاء هيت من إرهابيي داعش».
ورداً على «المذابح» التي تعرض لها أفراد عشيرة البونمر، أمر رئيس الحكومة، حيدر العبادي، بشن غارات جوية على أهداف لـ «داعش» في محيط مدينة هيت.
وفي السياق، أكد آمر فوج طوارئ البغدادي، العقيد شعبان العبيدي أن القوات الأمنية المحتشدة على مشارف قضاء هيت بغية تطهيرها من مسلحي «داعش»، «بانتظار الساعة الصفر من القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي».
على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، أمس، حسم إنهاء سيطرة تنظيم «داعش» على قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين.
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي صباح الصباح، في الكويت أمس، إن «القوات المسلحة العراقية كثفت جهودها عقب الظروف الاستثنائية التي جرت في الموصل للحيلولة دون امتداد هذه النكسة إلى باقي المحافظات»، مبيناً أن «قضية بيجي انتهت، وهنالك تقدم في الفلوجة ومناطق أخرى خارج محافظة الأنبار».
الجعفري أكد أن العراق سيبذل كل الجهود لاعادة العلاقات مع السعودية، وفيما نفى اتهام تركيا بدعم «الإرهاب»، أشار إلى أن زيارته المقبلة لأنقرة ستأتي لاعادة العلاقات.
أمنياً، وفيما أعلن قائد عمليات الأنبار، رشيد فليح، أن قواته تصدت لهجوم واسع شنه تنظيم «داعش»، على مقر تابع للجيش شمالي مدينة الرمادي، كشف مجلس محافظة الأنبار، أن جميع أعضائه هم حالياً في العاصمة بغداد في اطار عقد اجتماعات متواصلة مع السلطتين التشريعية والتنفيذية منعاً لحصول كارثة كبيرة في المحافظة تتعلق بسيطرة الإرهابيين على مدينة الرمادي.
وأوضح الفريق الركن رشيد فليح، في تصريحات لوكالة «الأناضول»، أن «عناصر تنظيم داعش شنوا السبت هجوماً واسعاً من محورين هما منطقة التأميم ومنطقة الخمسة كيلو على مقر اللواء الثامن التابع لقوات الجيش في شمال مدينة الرمادي».
كذلك أوضح فليح أن القوات العراقية التي تضم قطعات من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب وقوات الرد السريع وبإسناد من الطيران الحربي الأميركي والعراقي بدأت عملية عسكرية واسعة على منطقة «جزيرة البوشهاب»، 20 كلم شرق مدينة الرمادي، التي يسيطر عليها تنظيم «داعش».
وفي السياق، أوضح عضو مجلس المحافظة حميد العلواني، في تصريح صحافي أن «عناصر داعش هم حالياً في شارع 20 في الرمادي وباتوا يمثلون خطراً على المدينة، ولولا وقفة عشائر البو علوان والبو فهد والقوات الأمنية السبت لتمكن الإرهابيون من الدخول إلى المدينة».
بدوره أوضح عضو مجلس المحافظة الأنبار، حميد أحمد أن وفد المحافظة أبلغ الحكومة الاتحادية أن مدينة الرمادي ستسقط بيد «داعش» في حال عدم الدفع بتعزيزات عسكرية في غضون 48 ساعة.
وأشار أحمد في حديث لوكالة «الأناضول» إلى أن الوفد حذر المسؤولين بأن سيطرة «داعش» على مدينة الرمادي سيكون مفتاح وصولهم إلى العاصمة بغداد ومحافظة كربلاء بأسرع وقت.
وفي الأنبار يحاصر المتشددون الآن قاعدة جوية ضخمة وسد حديثة الحيوي على نهر الفرات.
(الأخبار، أف ب، رويترز)