سيناء | لم تمر 48 ساعة على حادث إطلاق قذيفة صاروخية من طراز «آر بي جي» على مدرعة للجيش المصري خلال مرورها على طريق مطار العريش وأدت إلى مقتل جنديين وإصابة خمسة آخرين، حتى تساقطت القذائف على مربع أمني في عمق مدينة العريش كانت تستهدف، وفق المصادر الأمنية، الديوان العام لمحافظة شمال سيناء.
وأكد مصدر مطلع في محافظة شمال سيناء، لـ«الأخبار»، أن قذائف الهاون كانت تستهدف الديوان العام، بعد تسريب معلومات عن مبيت محافظ شمال سيناء، اللواء عبد الفتاح حرحور، في إحدى الغرف الملحقة بمكتبة الديوان، وهي المعلومات نفسها التي أكدها مدير دائرة العلاقات العامة والإعلام في المحافظة علاء عطوه.
واللافت أن الحادثين وقعا خلال سريان حظر التجوال في منطقتين متقاربتين (لا يفصل بينهما سوى 2 كلم)، ويفترض أنهما مؤمنتان تماماً. وقال مصدر أمني، في شمال سيناء لـ«الأخبار»، إن عناصر تكفيرية مسلّحة أطلقت قذيفتي هاون، عن بعد يراوح ما بين 2 إلى 4 كلم من منطقة جنوب شرق العريش التي تخلو من السكان، مضيفاً أن «المحاولة كانت تستهدف المقارّ الأمنية لكنها أخفقت».
وأوضح المصدر أن «إطلاق قذائف الهاون كانت محاولة لاستهداف المنطقة الأمنية الكائن فيها مقر الكتيبة 101 الخاصة بالجيش، وقيادات عمليات الحرب على الإرهاب في سيناء، ومقرّ مديرية أمن شمال سيناء والديوان العام ومتحف آثار شمال سيناء».
كذلك، فإنه أشار إلى أن القذيفتين سقطتا في حديقة المتحف من دون أن تصيبا القوات الأمنية، كذلك لم تتعرّض المنشآت والمباني والمعدات الخاصة بالقوات إلى أي أضرار. لكن شهود عيان في منطقة محيط الديوان، أكدوا أن أحد المنازل تضرّر نتيجة قوة الانفجار الذي أحدثه سقوط القذيفتين، وأن المنزل تعرّض لشظية أتت على إحدى غرفه، وأحرقت محتوياتها. كذلك تطايرت الشظايا، وأصابت جدران بيوت أخرى مجاورة من دون إصابات بين الأهالي.
ويأتي كل ذلك في الوقت الذي يواصل فيه سلاح المهندسين، بالتنسيق مع قوات حرس الحدودي، تفجير المنازل التي أُخليت في منطقة الشريط الحدودي مع غزة والبدء في إنشاء مخطط المنطقة العازلة، وسط موجة من احتجاجات المهجرين من سكان رفح، وذلك لأنهم لم يحصلوا على التعويضات المقررة، بعد إخلاء منازلهم والرحيل إلى المنطقة الغربية من العريش.