سيناء | لم ينجح حظر التجول، الذي فرضته السلطات المصرية منذ مجزرة الجنود المصريين قبل نحو عشرة أيام، في منع استمرار عمليات المسلحين في مدن العريش والشيخ زويد ورفح شمال شرق سيناء. ونفذ مسلحون مجهولون، خلال الأسبوع الأول من فرض الحظر هجومين، استهدف الأول مدرعة للجيش على طريق مطار العريش وأسفر عن مقتل جنديين وإصابة آخرين، فيما استهدف الثاني مبنى ديوان محافظة شمال سيناء بقذائف هوان.

في ظل ذلك، يعاني سكان سيناء شللا في الحياة لأكثر من 14 ساعة كل يوم تبدأ من الخامسة مساء حتى السابعة صباحا، وهو ما جعل الحياة شبه منتهية هنا. ويبدي ناشطون ومواطنون رفضهم استمرار الحظر ما دام لم يحقق هدفه الأساسي، أي منع العمليات، كما طالب أحدهم، ويدعى حجاج محمد، بتعديل مواعيد الحظر لتتماشى مع مصالح المواطنين.
في السياق، قال أمين حزب الكرامة خالد عرفات إن إدخال عاصمة سيناء، العريش، في حظر التجوال غير مبرر، «لذلك يجب تعديل مواعيد القرار والمناطق التي يطبق فيها»، وذلك في وقت طالب فيه نقيب الصيادلة في شمال سيناء، حسام رفاعي، بالنظر إلى الأوضاع الطبية للمواطنين، «لأن مدة الحظر، 14 ساعة، تعيق فئات كثيرة عن الحصول على علاجها في وقته المناسب، فضلا عن تعطيل مظاهر الحياة الأخرى».
كذلك، جرت مطالبات بتحسين معاملة الأهالي على الحواجز، ووقف الحملات الإعلامية التي تشن على سيناء. كما أعلنت رئيسة جمعية حقوق المرأة، سوسن حجاب، أنه يجب إجراء حوار مجتمعي قبل اتخاذ أي قرار بهذا النوع، مناشدة ضرورة الإفراج عن المقبوض عليهم بسبب خرق الحظر، «لأنهم من الطلاب والشباب».
في المقابل، قال محافظ شمال سيناء، اللواء عبد الفتاح حرحور، إن الظروف التي أدت إلى فرض حظر التجوال لا تزال قائمة، مستدركا بأنه اتخذ عدة إجراءات للتخفيف على المواطنين خلال أوقات الحظر. وذكر حرحور من تلك الإجراءات «التنسيق مع جميع الأجهزة الخدمية والأمنية لاتخاذ إجراءات تساعد المواطنين، وفي مقدمها التربية والتعليم».
يشار إلى أنه منذ أسبوعين (الأناضول)، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية التي جرت في ذلك الوقت، وأيضاً لم يظهر أي اتهام رسمي من السلطات لجماعة أو حركة ما بالضلوع في الحادث، وذلك في الوقت الذي تنشر فيه وسائل إعلام محلية أسماء لمتهمين وأخباراً عن ضبط عدد منهم أو تصفيتهم في مواجهات، من دون تأكيد أو نفي رسمي من الحكومة.
ولم يرصد سوى بعض الأصوات على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، عرفوا أنفسهم بأنهم منتسبون إلى جماعة «أنصار بيت المقدس»، وباركوا العملية، وأشادوا بمنفذيها المنتمين إليها، لكن عادة ما تتبنى «أنصار بيت المقدس» التي تعتبرها السلطات إرهابية العمليات ضد قوات الجيش والشرطة في سيناء، ولكن لا توجد تأكيدات رسمية.
وكل ما التقط رسمياً هو قول الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في كلمة متلفزة في اليوم التالي للحادث، إن «هناك دعما خارجيا وراء التفجير الإرهابي الذي استهدف الجنود»، معتبراً أن بلاده «تخوض حرب وجود»، فيما استمر اتهام غزة تلميحا وصراحة بالضلوع في الحادث.