تمكّن الجيش السوري من استعادة كافة النقاط الممتدة من استراحة الصفا إلى أم الرمان في محيط مطار السين العسكري شرقي القلمون. يوم أمس، كانت المعارك هي الأعنف في محيط المطار الذي مثّل ميداناً متقلباً للاشتباكات في إطار الكر والفر. مصدر عسكري أكد لـ«الأخبار» أن العملية ما زالت مستمرة «لتأمين داخل المطار وخارجه، خلال أيام.
وتأتي العملية في سياق التطورات الأخيرة التي تشهدها الغوطة الشرقية، حيث تنتشر أولوية الجيش اليوم لسد كافة الثغر التي من الممكن أن يتسرب إليها مقاتلو دوما، ولا سيما بعد فرض الجيش طوقاً على معظم حدودها». كذلك واصلت وحدات الجيش السوري تمشيط مناطق بلدة بدّا في القلمون، ما أدى إلى مقتل 18 مسلحاً، وإلقاء القبض على عددٍ آخر، فيما سلَّم ثمانية مقاتلين أنفسهم.
وفي موازاة ذلك، نشبت معارك هي الأعنف من نوعها في جبهة الريحان شرقي مزارع دوما، وبحسب مصادر محلية، فإن خسائر المسلحين التابعين لـ«جيش الإسلام» تجاوزت العشرين قتيلاً وعشرات الجرحى، وفيما اعتمد الجيش بلدة الريحان منطلقاً لتوجيه ضربات المدفعية إلى تجمعات مقاتلي المعارضة في تل كردي، شنَّ مقاتلو «جيش الإسلام» هجوماً مباغتاً على حواجز تابعة لقوات «الدفاع الوطني» في الريحان، ما أدى إلى وقوع خسائر لدى الطرفين.
استشهاد 7 أطفال في قصف للمعارضة على مدرسة


وفي سياقٍ آخر، دخل يوم أمس عدد من السيارات والشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والإنسانية إلى حي القدم، جنوبي دمشق، حيث من المتوقع توزيعها خلال أيام على الأهالي العائدين إلى البلدة منذ توقيع اتفاق المصالحة بين الحكومة وفصائل المعارضة في الحي.
وفي درعا (جنوباً)، تواصل المعارضة المسلّحة تقدّمها في الريف الشمالي للمحافظة، فبعدما أفلحت خلال الأيام الماضية بالسيطرة على نوى والشيخ مسكين، تستعد كل من «جبهة النصرة» و«الجيش الحر» للتقدّم شمالاً لقطع خطوط الإمداد المتبقية الواردة من العاصمة لوحدات الجيش في درعا البلد وفي محيط بلدة عتمان في الريف الشرقي للمحافظة. مصدر مقرّب من «الجيش الحر» رجّح أن تكون «وجهة المسلّحين الجديدة هي مدينة إزرع، الواقعة شمالي الشيخ مسكين. وذلك بالرغم من إعلان بعض الفصائل المسلّحة أن معركتها المقبلة ستكون في الصنمين (50 كم شمالي درعا)». ويفسّر المصدر «أنّ المسلّحين يسعون إلى تثبيت ما أنجزوه حتّى الآن، وخصوصاً مع مواصلة الجيش السوري مقاومته في الأطراف الشرقية من بلدة الشيخ مسكين، وفي ظل احتمال وصول إمدادات له من العاصمة». كذلك، أفاد مصدر عسكري «الأخبار» بأن «الجيش تصدى لوحدة استطلاعية لجبهة النصرة في المحيط الجنوبي لبلدة إزرع، كانت قد جاءت لرصد حجم انتشار الجيش في البلدة، ما أدى إلى مقتل العديد من أفرادها»، فيما لا تزال الأطراف الشمالية والشرقية لبلدة الشيخ مسكين تشهد اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش المنسحبة والمسلّحين.
وفي حماة، استشهد 7 تلاميذ في مدرسة في بلدة كرناز، في الريف الشمالي للمحافظة، وجرح 4 آخرون من جراء سقوط قذائف هاون مصدرها بلدتا اللطامنة وكفرزيتا الخاضعتان لسيطرة المسلّحين. في موازاة ذلك، نفّذ الجيش كميناً ضد مسلّحي «جبهة النصرة» في منطقة قبة الكردي المجاورة لمدينة السلمية، في ريف حماة الشرقي، قتل بنتيجته نحو 40 مسلّحاً. وذكرت مصادر ميدانية أن مدينة السقيلبية شهدت سقوط 5 صواريخ محلية الصنع مصدرها القرى المجاورة التي يسيطر عليها المسلّحون دون أن تحقق أية إصابات. وسقطت قذائف، أيضاً، على مدينة محردة وعلى المحطة الحرارية فيها، ما أدّى لاشتعال حريق فيها.

اعدام قياديين بارزين في «النصرة»

في سياق آخر، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن تنظيم «الدولة الإسلامية» أعدم قياديين اثنين بارزين في «جبهة النصرة»، بعدما انشقّا عن «النصرة» في وقت سابق، وانضما إلى «داعش». ونقلت «المرصد» عن «مصادر مطلعة» أنّ التنظيم أعدمهما في محافظة الرقة، بتهمة «قتال الدولة الإسلامية».

قطع طريق امدادات لـ«داعش»

إلى ذلك، أغلقت «وحدات حماية الشعب» الكردية طريقاً تستخدمه «داعش» في إرسال الإمدادات الى
قواتها في عين العرب (كوباني)، وهو ما يمثل أول مكسب كبير لهم بعد أسابيع من المعارك.
وقالت مصادر من المدينة، لوكالة «رويترز»، إنّ «قوات البيشمركة العراقية ساعدت المقاتلين
في البلدة لقطع الطريق الذي يؤدي إلى قرية حلنج إلى الجنوب الشرقي». وقال، ادريس ناسان، وهو مسؤول محلي في «كوباني»، ان المقاتلين الأكراد سيطروا على تل «ميستانور» الاستراتيجي
والطريق الذي يمتد بجانب التل، مضيفاً أنّ «الدولة الاسلامية تستخدم هذا الطريق لإرسال
الذخيرة والمقاتلين». بدوره، قال «المرصد» المعارض إنّ «القوات الكردية لم تسيطر على تل ميستانور لكنها بدأت القتال على الطريق المؤدي الى حلنج، وهو ما منع مقاتلي الدولة الاسلامية من استخدامه في ارسال الامدادات».

غارات «التحالف» تحصد 865 قتيلاً

ذكر «المرصد» أنّ غالبية القتلى، أي 746 قتيلاً من أصل 865، ممن قتلوا في الغارات الأميركية في سوريا منذ أواخر أيلول الماضي «هم مقاتلون للدولة الإسلامية». وأضاف أنّ العدد الفعلي قد يكون أكبر كثيراً. وأوضح أنّ هناك ثمانية أطفال وخمس نساء بين القتلى المدنيين. وذكر أيضاً أن «68 من أعضاء جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا قتلوا في الغارات»، موضحاً أنّ الضربات استهدفت محافظات حلب ودير الزور والحسكة والرقة وإدلب.