استكمل المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، جولته الإقليمية في القاهرة، يوم أمس، في زيارة تشير إلى الدور العربي المتنامي للسلطات المصرية الجديدة حيال أهم القضايا المطروحة، وتحديداً السورية.وبعيد لقاء جمعه بوزير الخارجية المصري، سامح شكري، قال المتحدث باسم الوزارة، السفير بدر عبد العاطي، إن دي ميستورا عرض على الوزير شكري محصلة اللقاءات والاتصالات التي أجراها خلال الفترة الأخيرة مع الأطراف السورية والإقليمية والدولية المعنية ورؤيته لسبل التحرك في الفترة المقبلة في إطار جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا والأفكار المطروحة في هذا الشأن.

وأضاف المتحدث أن شكري عرض خلال اللقاء «الرؤية المصرية للتطورات... والتشديد على الأهمية القصوى لإيجاد حل سياسي للازمة... بما يضمن وحدة الاراضي السورية وسلامتها الإقليمية وتحقيق التطلعات السياسية المشروعة للشعب السوري». وبحسب البيان، فإن الوزير المصري «شجع على مواصلة جهوده والاستمرار في التواصل مع مصر والسعي لإيجاد تسوية سياسية للازمة السورية التي تؤثر سلباً في الوضع في المنطقة بأكملها».
وكان دي ميستورا قد وصل إلى القاهرة آتياً من بيروت، بعد زيارة إلى العاصمة السورية، عرض خلالها على دمشق مبادرته لتجميد القتال في مدينة حلب، وكذلك تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 2170 و2178 المتعلقين بمكافحة الإرهاب ومحاربته ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة.
وفي حديث إلى «الأخبار»، قال مصدر ديبلوماسي مصري، إن «وزير الخارجية سامح شكري أكد أن مصر ترى في إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد تفككاً لوحدة الأراضي السورية». وأضاف أن شكري «أشار إلى أن ما حدث خلال السنوات الماضية أكد ضرورة اشتراك النظام السوري الحالي في حل الأزمة وتقديم تنازلات من المعارضة».
وأضاف المصدر أن شكري أبلغ دي ميستورا «بضرورة التواصل مع مسؤولي النظام السوري وحل الأزمة بمشاركة عربية من مصر والسعودية، مبدياً استعداد مصر التواصل مع المعارضة لإقناعها بحل توافقي يوافق عليه النظام السوري وفي الوقت نفسه يعيد ملايين اللاجئين إلي بلادهم ليعود الاستقرار لما كان عليه قبل 2011».
في هذا الوقت وبعيد تنامي الحديث بشأن زيارته الأخيرة إلى موسكو، أعلن الرئيس الأسبق لـ «الائتلاف السوري»، معاذ الخطيب، تبلور تيار سياسي جديد في المعارضة سيعلن عنه في وقت قريب وهو مستعد للجلوس مع النظام لإيجاد حل للأزمة في سوريا، مشيراً إلى تحضيرات لعقد مؤتمر للحوار بين المعارضة والنظام تحت اسم «جنيف 3».
وعلى صفحته على موقع «فايسبوك»، كتب الخطيب مقالاً مطولاً بعنوان «هل ستشرق الشمس من موسكو؟»، يبرر ويفسر فيها زيارته مع وفد معارض إلى روسيا، أن التيار الجديد «موجود ولكنه بلا اسم لأن ما يهمنا هو النتائج، وقد يكون هناك ضرورة خلال وقت قريب إلى وجود اسم معلن ووقتها سيحصل ذلك». وكان مصدر في «الائتلاف»، قد قال في تصريحات سابقة لوكالة «الأناضول»، إن «هناك كيانا جديدا يجري الإعداد له كبديل للائتلاف سيظهر خلال أسابيع، ويضم شخصيات وطنية من الداخل والخارج، أبرزهم معاذ الخطيب».
(الأخبار، الأناضول)