كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن القيادات الكردية في العراق طلبت من واشنطن سراً إمدادهم بأسلحة متطورة لمحاربة تنظيم «داعش»، مشيرةً إلى أن أميركا رفضت الطلب خشية أن يتحدى الكرد الحكومة العراقية.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن «القيادات الكردية في العراق طلبت من واشنطن سراً إمدادها بأسلحة متطورة ومعدات وقائية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن المسؤولين الأميركيين رفضوا حتى الآن تلك المطالب خشية أن يتحدى الأكراد الحكومة العراقية، وفقاً لمسؤولين أكراد».

وأضافت الصحيفة أن «تردد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في التسليح المباشر للقوات الكردية يكشف التحديات التى تواجهها الولايات المتحدة في العراق، حيث تسعى إلى توسيع جهودها لمساعدة القوات العراقية في التغلب على العناصر المسلحة من دون الإخلال بالتوازن السياسي الهش بين السنّة والشيعة والأكراد في البلاد».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كردي قوله إن «القيادات الكردية قدمت إلى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) طلباً للحصول على معدات أميركية، بما في ذلك المركبات المدرعة المقاومة للألغام وتكنولوجيا لمواجهة العبوات الناسفة»، لافتاً إلى أن «الحرب تغيرت، وتغير نمطها، لذلك شرعنا في طلب المعدات العسكرية الثقيلة».
وأشارت الصحيفة إلى أن «الطلب الكردي يعكس أيضاً الطبيعة المتغيرة للحرب في العراق"، حيث يقول مسؤولون أميركيون إن «أسابيع من الضربات الجوية من جانب القوات الأميركية والمتحالفين معها والقوات العراقية أجبرت التنظيم الإرهابي على تبني تكتيكات دفاعية جديدة، شملت زيادة الاعتماد على القنابل المزروعة على الطرق».
ولفت التقرير إلى أن النداءات المتكررة الكردية تضيف تعقيدات أخرى على العلاقة المقربة بين الولايات المتحدة والأكراد. فبينما أيّدت الولايات المتحدة سعي الأكراد للحصول على الحكم الذاتي بعد حرب الخليج عام 1991، يقول مسؤولون أميركيون إن «الأكراد بالغوا هذا العام في استخدام تهديد تنظيم داعش لتعزيز طموحاتهم في الاستقلال الكامل عن العراق».
وبيّنت الصحيفة أنه «بدلاً من إرسال الأسلحة للأكراد مباشرة، تحث إدارة أوباما الزعماء الأكراد على العمل مع حكومة رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي».
(الأخبار)