تستمر القوات العراقية مدعومة بقوات الحشد الشعبي في تحقيق الانجازات العسكرية المهمة في مواجهتها تنظيم «داعش»، وآخرها تحرير قضاء بيجي أمس بانتظار فك الحصار عن مصفاة بيجي، فيما أعلن فتح باب «التطوع المفتوح» لأبناء عشائر محافظة الأنبار للقتال في صفوف الجيش وتحرير المحافظة.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس، تحرير قضاء بيجي شمال تكريت، من سيطرة تنظيم «داعش» بالكامل، وبينت أنها فككت كافة العبوات الناسفة.

ونقل التلفزيون العراقي الرسمي في خبر عاجل بثه عن قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قوله إن «القوات الأمنية حررت قضاء بيجي بالكامل».
بدوره، أوضح احمد الكريم رئيس مجلس محافظة صلاح الدين، حيث تقع بيجي لوكالة «فرانس برس» أن «القوات العراقية تمكنت اليوم (أمس) من استعادة السيطرة بالكامل على مدينة بيجي بعدما فر مسلحو داعش».
وفي السياق، قال ضابطان في الجيش العراقي إن القوات الحكومية باتت على بعد كيلومتر واحد من مصفاة بيجي ـ أكبر مصفاة نفطية في البلاد ـ لتقترب أكثر من أي وقت مضى من كسر حصار تنظيم «داعش» عن المنشأة الحيوية خلال قتال مستمر منذ أشهر.
وأوضح الضابطان في حديث لوكالة «رويترز» أن القتال يستعر في قرية تقع بين المصفاة ومدينة بيجي بالقرب من منطقة مهجورة، يعتقد أن المتشددين زرعوا عبوات ناسفة فيها لمنع أي تقدم للقوات الحكومية.
وبعد ساعات على تحقيق التقد في بيجي، أعلن مصدر في وزارة الداخلية أن قوات عراقية استعادت السيطرة على 10 قرى في شرق مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين من قرية البوسعيد وصولا الى تل كصيبة والناعمة باتجاه العلم وتكريت.
من جهة أخرى، أعلن آمر فوج طوارئ البغدادي، العقيد شعبان برزان العبيدي، عن محاصرة القوات المشتركة لناحيتي بروانة وكبيسة غرب الرمادي، (110 كم غرب بغداد)، استعدادا لاقتحامهما.
المرجعية تبارك "الانفتاح على دول الجوار"

وأضاف العبيدي أن «الساعة الصفر اقتربت لنهاية التنظيم وتطهير المناطق الغربية وإعادة الأمن والاستقرار إليها»، داعياً إلى «تطهير الشريط الحدودي بين العراق وسوريا لقطع إمدادات العدو الذي يتخذ من سوريا، منجماً له في إرسال الأسلحة والصواريخ لاستهداف القوات الأمنية في مدن الأنبار».
في سياق متصل، أكد مستشار محافظ الأنبار، علاء ذويب الدليمي، أن القوات الأمنية تمكنت من تطهير معسكر هيت وجزيرة البو نمر غرب الرمادي من مسلحي تنظيم «داعش» بعد معارك عنيفة وبإسناد طيران التحالف الدولي.
وأضاف الدليمي أن «القوات الأمنية مستمرة في تطهير المناطق المحيطة بقضاء هيت غرب الرمادي»، مشيراً إلى أن «القوات الأمنية وأبناء العشائر على استعداد كامل لتحرير هيت والمناطق الغربية وإنهاء انتشار عناصر (داعش) في مدن الأنبار خلال الأيام المقبلة».
في غضون ذلك، أعلن قائد عمليات محافظة الأنبار، اللواء الركن قاسم المحمدي، فتح باب «التطوع المفتوح» لأبناء عشائر المحافظة ضمن قوات الجيش في قاعدتي الحبانية وعين الاسد شرق وغربي الرمادي.
ودعا المحمدي في تصريحات صحافية عشائر الأنبار إلى التهيؤ لحمل السلاح للوقوف مع القوات الأمنية لتحرير مدن المحافظة من تنظيم «داعش»، لافتاً إلى أن «قوات الجيش لا يمكنها تحرير المحافظة من دون أبناء العشائر».
من جهة أخرى، أوضحت قيادة عمليات بغداد، أن القوات الأمنية العراقية ما زالت في حاجة إلى تدريب وتأهيل في بعض الجوانب، مرحبةً بإرسال الولايات المتحدة مدربين لرفع كفاءة القوات العراقية.
ولفت العميد سعد معن، المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد التابعة للجيش العراقي والمكلفة تأمين العاصمة العراقية، في تصريحات لوكالة «الأناضول»، إلى أن «التوجه الحكومي يتمثل في الترحيب بإرسال المدربين الأميركيين، وخاصة أن القوات العراقية بحاجة إلى التدريب والتأهيل في بعض الجوانب»، مشيراً إلى أن ذلك يأتي ضمن الإطار الاستراتيجي لدعم «التحالف الدولي» للعراق في مواجهة تنظيم «داعش».
وبعد عملية التطهير التي أقدم عليها رئيس الحكومة حيدر العبادي في وزارة الدفاع، يعتزم العبادي، قريباً، إجراء تعديلات في قيادات وزارة الداخلية.
وكشف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، اسكندر وتوت، في حديث لوكالة «الأناضول»، أن «العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة، سيجري قريباً، سلسلة تغييرات في قيادات وزارة الداخلية، وسيستبعد الضباط والقادة المقصرين في أداء مهماتهم الأمنية، وتعيين قادة جدد لإدارة المؤسسات الأمنية الداخلية».
وأوضح وتوت، أن «وزارة الداخلية ومفاصلها لا تقل أهمية عن وزارة الدفاع».
وفي ردود الفعل على خطوة العبادي في وزارة الدفاع، أقال ممثل المرجعية، الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة، إننا «نأمل أن يكون تغيير القيادات الأمنية والعسكرية خطوة في سبيل إصلاح المنظومة العسكرية في البلاد، واعتماد البناء المهني لمؤسسات الدولة»، مشيراً إلى أن «من جملة الأسباب التي أدت إلى تدهور الأوضاع الأمنية أخيراً هو الفساد المالي والاداري».
وقال الكربلائي إن «ما شهدته الساحة من تحرك خارجي بهدف الانفتاح الى دول الجوار وفتح علاقات جديدة مع العراق، يمثل خطوة صحيحة نأمل ان تلقى تجاوبا مناسبا منها في تعاظم الجهود لحل المشاكل في العراق والمنطقة».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)