مثل بيحمل معنى كبير ينطبق تماما على وضع اللاجئين في مخيمهم. "اوووف"! يمكن حدا يطلع ويقول متعجبا "لاجئين في مخيمهم"؟ نعم يا سيدي، نازحين في المخيم. صرلهم 8 سنوات والحبل على الجرار وايمتى بتخلص معاناتهم؟ ربك اعلم. وقدّ ما نحكي عن معاناة اهالي نهر البارد ما رح نخلص، ويمكن بدنا صفحات كاملة حتى نقدر نوصف حالة البؤس والحرمان. وطبعا حالة اهالي مخيم البارد هي جزء من معاناة الفلسطيني في لبنان وبتتكرر في كل مخيم ، بس يمكن باشكال مختلفة.
لكن بالبارد، ولحد الان، مش مبينة نهاية لهالمسلسل المكسيكي الطويل اللي اسمو اعادة اعمار المخيم. ويمكن، واكاد اجزم، ما حدا شعر بالعذاب بهالموضوع اكتر من سكان البراكسات والمجمعات المؤقتة، وخاصة براكسات الحديد . اللي ذاقوا المر وبعدهم كل يوم بعييشوا معاناة تلو الاخرى. واغلب سكان البراكسات هم من الرزم الاربعة المتبقية، واللي لحد الان، ما عطف عليهم حدا من اللي التزموا بمؤتمر فيينا سنه 2008 بإعمار المخيم، ودقوا على صدورهم، ورفعوا مناخيرهم وتدافعوا من اجل اعمار المخيم. يا ناس، صرلنا 4 سنوات من بدء وضع حجر الاساس لحد الان وما تعمٌر من المخيم غير اربع رزم والباقي؟ع الوعد يا كمون.
وفود بتروح ووفود بتيجي وحكومة بتروح وحكومة بتيجي ورئيس لجنة حوار بروح وواحد بيجي، وبعدنا تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي!
وللامانة، بعض رؤساء لجنة الحوار السابقين حاولوا مشكورين ايصال صوتنا ومحاولة عمل شيء، ومنهم السيد حسن منيمنة اللي دعا مؤخرا سفراء الدول المانحة الى جولة في المخيم. وما زلنا منتأمل خير من هالزيارة ومنقول يا رب .
اصحاب البيوت بهالرزم الباقية، منهم من يسكن شقق بالايجار، وبيدفع فوق اللي بتعطيه الانروا من 100 الى 150 دولار حتى يقدر يستأجر، ومنهم اللي حالتو على قدو بيفضٌل انو يسكن بمجمعات عمرتها الاونروا وعددها اربعة. كانت الانروا ملتزمه فيها بالصيانة والكهربا والمي . طبعا هالمجمعات بتتفاوت بالجودة بعملية البناء، فمنها ما بني على عجل، ومنها براكسات الحديد او الستيل اللي تم اعدادها عالسريع. هذه البراكسات واللي الان عمرها 8 سنوات بدأت تتآكل. ايه ايه.. انتهى عمرها ومدة صلاحيتها، وهن من الاساس قالوا عنها غير صالحة للعيش الادمي من اول ما تركبت! فكيف الوضع بدو يكون بعد 8 سنوات؟ واللي زاد الطين بلٌة، ان الانروا تحت حجة شح الموارد المالية والتمويل، قامت بتقليص كبير في خدماتها على كل الصعد.
وتأثر بهذا القرار سكان البراكسات اللي هم بحاجة يومية للصيانة في مستوعباتهم الحديدية نتيجة تآكلها. طبعا مش بس داخل هالبراكسات بحاجة للصيانة اليومية، انما ايضا طرقاتها واللي بدأت ايضا- نتيجة الغش وسوء تنفيذ المشاريع- تتاكل فيها البنية التحتية. وفينا نقول اللي فايت عالبراكسات مفقود والخارج منها مولود من كترة المخاطر اللي بيتعرضلها سكانها.
اهه؟ مش مصدق؟ ايه تفضل اعملنا زيارة وشوف بعينك، الاهمال الفاضح والصارخ في موجبات السلامة العامة. وللاسف عند مراجعة المسؤول بيقولك "انا رفعت تقرير باحتياجاتكم بس فش موازنه وفش تمويل". صارت هالمستوعبات للاسف اماكن للاوبئة والقوارض والحشرات ولاصطياد المارة.
من كم يوم زادت معاناتنا هما اخر وهو فقدان الماء . طبعا ما يروح فكركو لبعيد: بقصد المي عشان الاستعمال الخارجي فقط مش للشرب. وبدأت الناس تدور على مي، في مشهد يعود لقرن ما بيشبه هالقرن . بعد الاتصلات تبين ان البير اللي بغذي البراكسات منشّف، وحتى تاريخ كتابة هالسطور بعدها المشكلة قائمة.
طيب ما على علمي انو حسب وعد السيد سنيورة انو عودة كريمة؟ ومخيم البارد مشمول بخطة طوارئ لحين عودة الناس لبيوتها؟ خطة الطوارئ صارت بخبر كان ولحست الانروا معظم تعهداتها، وبعدها الناس للاسف لا عادت بكرامة ولا عاشت بكرامة. والطامة الكبرى انو بيجيك حدا بقلك: "اصلا صار نهر البارد خارج اهتمام الدول نتيجة المشكل السوري والوضع في المنطقة" ايه يا عيني!
يعني صرنا ندعي الله تروق هالاوضاع بالمنطقة بلكي بيلحقنا من هالأمن طرطوشة، وبيرجع حدا يفكر بتمويل ما بقي من المخيم. ومنرجع منقول قبل اعمار الحجر عمروا الي انكسر بنفوس البشر. لان الحجر بيتعمٌر بس اللي انكسر بالبشر صعب يتصلح. دفعنا ثمن كبير جدا ثمن حماية لبنان من الشر المستورد والاي كان مخيم البارد واهله اول ضحاياه واليوم كل العالم العربي صار الضحية.
وكل اعمار وانتو بخير