بغداد | كشفت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن رؤساء أجهزة مخابرات كل من السعودية والأردن والإمارات وصلوا إلى العاصمة العراقية بغداد بصورة سرية. الزيارة، وفق مصادر «الأخبار» المطلعة، بحثت «ملف مكافحة الإرهاب في العراق والمنطقة، وكيفية تقديم الدعم الاستخباراتي لبغداد، وخاصة من الجارتين السعودية والأردن، بغية قطع الطريق على الجماعات الإرهابية على التمدد أكثر، وإيجاد أماكن تستوطن فيها أكثر». ولم يكن ملف «مكافحة الإرهاب» هو الوحيد على طاولة الحوار بين رؤساء مخابرات الدول الأربع، بل تطرقوا إلى قضية تبادل السجناء، «لكن العراق اشترط ألا يجري تبادل أي سجين ثبتت عليه تُهم إرهابية، وقتل عراقيين».

المصادر أضافت لـ«الأخبار» أن هناك اتفاقاً جرى بين المجتمعين على توحيد الجهود الأمنية في ما بينهم، وتعزيز تبادل المعلومات، لأنّ المعنيين يرون أن «المنطقة تشهد توغلاً للجماعات الإرهابية، وخاصة تلك التي لم تنشط حتى الآن، وهي موجودة في دول مهمة»، ولم ترشح أي معلومات أخرى عن الاجتماع.يذكر أن العراق والسعودية يرتبطان باتفاقية وُقِّعت في زمن الحكومة السابقة، وتتعلق بمكافحة الإرهاب وتبادل السجناء. وكان وزير العدل العراقي السابق، حسن الشمري، قد كشف أن «المباحثات تجري بين بغداد والرياض لإيجاد ترتيبات جديدة لملف المحكومين بالإعدام، وهم تسعة (5 سعوديين و4 عراقيين)، وذلك بإعادة محاكمتهم»، مضيفاً أن هذا «قد يمكن أن يتحول الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد، ما يسمح بانضمامهم إلى اتفاقية تبادل السجناء».
الإمارات لم تناقش في ملف تبادل سجناء، لكنها تريد تعزيز التعاون

رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، واثق الهاشمي، أوضح أن «الاتفاق بين العراق والسعودية لا يشمل الإرهابيين، وهذا أمر طبيعي ينتهجه العراق، لأنه يحاول أن ينطلق نحو تحسين العلاقة مع المملكة، على اعتبار أن ذلك سيسهل الوصول إلى الخلايا النائمة الموجودة في السعودية، وكذلك الموجودة في المناطق الآمنة في العراق». في ما يخص عمان، لفت الهاشمي، في حديث مع «الأخبار»، إلى أن «الأردن يضغط على العراق منذ مدة من أجل تسليمه السجناء الأردنيين الذين ليسوا من الإرهابيين، بل هم عبروا الحدود بطريقة غير شرعية، أو لمخالفات أخرى». ويشير إلى أن «الإمارات لا يوجد لديها أي سجين في العراق، لكنها تُحاول تعزيز ملفها الأمني رغم الغضب الموجود من قوات الحشد الشعبي عليها بسبب وضعها فصائل مسلحة مشاركة في العملية السياسية في قائمة الإرهاب».
من جهة أخرى (الأخبار)، أعلن وزير المالية العراقي، هوشيار زيباري، تحويل وزارة المالية 500 مليون دولار إلى حكومة إقليم كردستان تحت بند الدفعة الأولى، وذلك ضمن الاتفاق الموقع بين بغداد وأربيل. وأكد زيباري أن هذه الخطوة جاءت بعد تنفيذ حكومة الإقليم البند المتعلق بتسليم 150 ألف برميل من النفط يومياً إلى الحكومة المركزية، فيما توقع أن تبدأ مباحثات سياسية وفنية في وقت لاحق للتوصل إلى حلول عملية وواقعية بشأن مستحقات الإقليم والمركز.
أمنياً، قتل خمسة أشخاص وأصيب 29 آخرون بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت مبنى المحافظة، وسط أربيل، وتبناه تنظيم «داعش».