تونس | تزامناً مع انشغالها في تأمين الانتخابات الرئاسية التونسية قبيل 3 أيام من موعد إجرائها، انشغلت أجهزة الأمن التونسية في متابعة التطور الأمني الخطير مع إعلان تنظيم «داعش» قيام إمارة «ولاية طرابلس» في ليبيا. هذا التطور أجبر تونس على إغلاق حدودها مع ليبيا خشية إقدام «داعش» على استهداف الانتخابات بعد تهديده تونس بأنها لن تكون بسلام عما يجري.

وفي تطور متوقع، أعلن تنظيم «داعش» قيام إمارة إسلامية باسم «ولاية طرابلس» (العاصمة الليبية) كما نشر موقعه الإعلامي على شبكة الإنترنت صوراً لمقاتليه في استعراض عسكري، حاملين أعلام التنظيم وسيارات رباعية الدفع تحمل شعار التنظيم. وتضم ولاية طرابلس الجديدة مدن: سرت وصبراطة والخمس وزليتن ومصراتة والزاوية ومدن الجبل الغربي؛ منها البيضاء وبعض مناطق غرب ليبيا، وذلك بعد السيطرة الكاملة على مدينة درنة التي أعلنت قبل أسابيع كإحدى مدن «داعش».
هذا التطور الكبير شكل محور استنفار الأجهزة الأمنية والعسكرية التونسية، فطرابلس العاصمة الليبية لا تبعد إلا حوالى ٦٠ كلم عن مدينة بنقردان الحدودية من محافظة مدنين. ومن هنا يمكن فهم سرعة الرد التونسي، إذ سارعت خلية الأزمة التي يرأسها رئيس الحكومة مهدي جمعة إلى إغلاق الحدود مع ليبيا في معبري رأس جدير في مدينة بنقردان وذهيبة من محافظة تطاوين بدأً منذ يوم أمس ولغاية يوم الأحد موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، على أن تفتح الحدود يوم الاثنين.
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق الحدود التونسية الليبية هذه المدة من الوقت منذ سقوط النظام السابق، وهو ما يؤكد جدية التهديدات التي تلقتها الحكومة التونسية عبر معلومات استخبارية تونسية وجزائرية وفرنسية عن وجود مخطط حقيقي يهدد استقرار تونس. وفي المعلومات، أن تنظيم «داعش» أعلن عبر بيان لزعيمه أبوبكر البغدادي ضرورة استهداف تونس والقوى العلمانية والزحف على الجنوب التونسي يوم الانتخابات، وهو ما تعاملت معه السلطات التونسية أمنياً وعسكرياً بالكثير من الجدية.
وبعد إعلان البغدادي، نشرت وزارة الداخلية التونسية صوراً لأكثر من ثلاثين إرهابياً من جنسيات جزائرية وليبية ومالية ونيجيرية مطلوبين للعدالة بعد تورطهم في قضايا إرهابية في معظم الصحف التونسية وعلى شاشات الفضائيات التونسية، وطلبت من المواطنين عبر بيان رسمي التبليغ عنهم نظراً إلى ما يشكلونه من مخاطر على الأمن القومي. وقد جاء بيان «الداخلية» بعد عمليات استباقية ناجحة قامت بها قوات الأمن الوطني والجيش التي نجحت في إحباط عدد كبير من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف منشآت عمومية وشخصيات سياسية وفكرية ووزراء.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر أمني رفيع لـ«الأخبار» أن قوات الأمن استعادت جاهزيتها العالية بعد فترة من التراجع في ٢٠١١ و٢٠١٢ ولهذا السبب نجحت القوات الأمنية مع الجيش في تفكيك الخلايا الإرهابية النائمة. وتوقع المصدر أن تتمكن قوات الأمن من القضاء نهائياًَ على الخلايا الإرهابية المتمركزة في السلسلة الجبلية الممتدة على الحدود التونسية الجزائرية بين محافظات الكاف والقصرين وجندوبة وقفصة والحدود الصحراوية في محافظتي توزر وقبلي التي استعملتها المجموعات الإرهابية كمسالك لتهريب السلاح. وفي سياق متصل، نجحت قوات الأمن أول من أمس في القضاء على خلية إرهابية جديدة في محافظة سيدي بوزيد كانت تستهدف المرشح الرئاسي الباجي قائد السبسي، وقتل أحد أفرادها والقبض على البقية.