القاهرة | «بين الـ32 متهماً الذين ضبطوا فى عملية «لانش دمياط القتالي»، التي وقعت مطلع الأسبوع الماضي في المياه الإقليمية المصرية، 15 منهم يحملون الجنسية الفلسطينية، وبينهم شخصٌ تركي، ويعمل في جهاز الاستخبارات التركي». بهذه المعلومات استهلّت مصادر سيادية توضيحها لخطورة التصعيد غير المبرر من الجانب التركي حيال مصر، عقب عقد قمة ثلاثية جمعت كلاً من مصر، قبرص واليونان.وقالت المصادر إن هناك 4 مراكب صيد مصرية تنتمي إلى «عزبة البرج» في دمياط، «تورّطت فى تنفيذ الحادث مع 60 فرداً آخرين»، وأسماء هذه المراكب، هي: الشيخ موسى، مصطفى الجربي، ابن الجربي وأبو مسلم.

وأضافت المصادر أن التحقيقات في النيابة العسكرية والجهات السيادية «كشفت أن العملية التى نفذت بتخطيط دول خارجية وبمساعدة بعض المصريين في الداخل كانت تهدف في الأساس إلى أسر طاقم الزورق السريع التدريبي القتالي الذي يحمل عناصر من البحرية المصرية، بهدف إحراج القيادتين السياسية والعسكرية في مصر». وتقول المصادر العسكرية إنه بعد الحادث تحرّكت القوات البحرية بمنتهى السرعة، وأحبطت مخطط اختطافهم، نافيةً صحة الفيديو الذي بُثّ عبر المواقع الإلكترونية ويدّعي «أسر مجموعة من الضباط البحريين المصريين».
وقالت في تصريح خاص لـ«الأخبار» إن ما جاء على لسان إحدى «المجموعات الإرهابية» عن أسر عدد من رجال القوات البحرية المصرية، أثناء الحادث الإرهابي، «غير صحيح وادّعاء كاذب»، مضيفةً أنه لو كان ذلك صحيحاً لقامت المجموعة الإرهابية بعرض صور لمن تدّعي اختطافهم. وشدّدت على أن القوات المسلّحة بصدد إصدار بيان تعلن فيه فقد 8 من عناصر الزورق، فى حين أن الناجين حالتهم الصحية في غاية الخطورة، مشيرةً إلى أن جميع العناصر الذين نفذوا العملية الإرهابية أُلقي القبض على أغلبهم، فيما جرى قتل الباقين ولم ينجُ منهم أحد.
وختمت المصادر حديثها بالقول إن التحريات والتحقيقات حول الحادث لا تزال متواصلة، وإنه لا يوجد أي دليل على تورّط تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العملية حتى الآن، وإن ما ظهر فى تسجيلات صوتية ومرئية تدّعي أن تنظيم «داعش» هو وراء العملية «هو مجرد محاولة لإثبات قوة التنظيم وأنه قادر على تنفيذ عمليات في مصر، وهذا أمر غير صحيح»، لافتةً إلى سرعة تحرّك الإمداد من سلاح الطيران المصري الذي نجح فى الوصول إلى موقع الاستهداف في أقل من 7 دقائق فقط، مع الدفع بعناصر مقاتلة لمعاونة الزورق والقبض على مرتكبي الحادث، وهو الأمر الذي أنجز عملية القبض على المتهمين.
البيان الرسمي للقوات المسلحة كشف عن جانب بسيط من الحادث، حيث ذكر أنه، أثناء قيام وحدة مرور من القوات البحرية بتنفيذ نشاط قتالي في عرض البحر الأبيض المتوسط، 40 ميلاً بحرياً شمال ميناء دمياط، أطلق عدد من قوارب الصيد (البلنصات) النيران من اتجاهات عدة مختلفة عليها، وجرى دفع عناصر مقاتلة ومتخصصة من القوات البحرية والجوية لمعاونة الزورق ونجدته، ونتيجةً لتبادل إطلاق النيران اشتعلت النيران في الزورق، وجرى تدمير 3 من قوارب الصيد، والقبض على 20 فرداً من المشتركين في الهجوم.
رئيس هيئة ميناء دمياط اللواء بحري أيمن صالح أكد أن العمل في الميناء «لم يتأثر بالأحداث التي وقعت يوم الأربعاء 12 تشرين الثاني بين القوات البحرية وإرهابيين»، مشيراً في تصريحات خاصة لـ«الأخبار» إلى أن حركة العمل تسير بمعدلاتها الطبيعية، سواء لجهة دخول السفن أو خروجها، أو لجهة عمليات الشحن والتفريغ على الأرصفة.
من جهته، أوضح الباحث في الأمن القومي محمد إبراهيم، أن تنظيم «داعش» هو «المسؤول عن الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الزورق التابع للقوات البحرية شمال ميناء دمياط»، لافتاً إلى أن من يطلق عليهم «أسود الدولة الإسلامية في أرض الكنانة» قد استهدفوا الزورق، ناشرين صورة لملثمين قبل تنفيذ العملية الإرهابية التى وصفوها بأنها «غزوة بحرية».
في الوقت نفسه، لا تزال هيئة موانئ البحر الأحمر تعلن رفع الاستعدادات الأمنية في موانئ الهيئة بالتنسيق مع الجهات الأمنية، واستخدام أجهزة الكشف عن المفرقعات لفحص أمتعة الركاب، مؤكدةً تلقّيها تعليمات من وزير النقل هاني ضاحي برفع درجة الاستعداد الأمني في الموانئ البحرية. وأكد المتحدث الإعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر، عبد الرحيم مصطفى، أنه يجري تفتيش كامل لجميع العاملين المترددين على الموانئ، وذلك في ضوء الأحداث الجارية، خصوصاً أن الموانئ البحرية خط أحمر.
الباحث في الشأن السياسي في الجامعة الأميركية، مهند مأمون إبراهيم، قال إنه إذا ثبت وقوف دول أجنبية خلف المواجهات التي شهدها ساحل دمياط، فإن ذلك يعني أن «الحرب على الإرهاب دخلت منعطفاً جديداً»، لافتاً إلى أن توقيت المواجهات ومكانها لا يمكن فصلهما عن القمة المصرية اليونانية القبرصية الأخيرة، حيث جرى الاتفاق على تعاون ثلاثي، خصوصاً في مجال الغاز في المتوسط ورفض الاستفزازات التركية، بما يؤثر في نصيب تركيا من المياه الاقتصادية في ساحل المتوسط.