رأت صحيفة «ذي واشنطن بوست» أن سعي الإدارة الأميركية للاستعانة بمقاتلي العشائر العراقية، من أجل إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش»، تحدّه مصاعب كثيرة قد تعيق الحلّ الذي ارتأت واشنطن اللجوء إليه.وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته أمس، للكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس، أن بحثاً جديداً أظهر أن «الجهاديين عملوا بنشاط، منذ عام 2009، للتخلص من قيادات العشائر في العراق، التي تود واشنطن الاعتماد عليها، الأمر الذي يصعّب من مهمتها داخل العراق».

وأشارت الصحيفة إلى رغبة استراتيجيين أميركيين في «تشكيل ما يشبه حرس وطني من الميليشيات القبلية مثل الصحوات»، التي كانت فكرة قائد القوات الأميركية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس، والتي تمكنت بين عامي 2007 و2008 «من دحر تنظيم القاعدة في العراق»، لكن هذا الأمر يصعب تحقيقه لأن «الجهاديين عملوا بشكل ممنهج لتدمير الصحوات واغتيال قادة العشائر المعارضين لهم».
ونقل إغناتيوس عن الضابط السابق في الجيش الأميركي، كريغ وايتسايد، الذي خدم سابقاً في العراق، قوله إن «تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات المتشدّدة التي سبقته قتلت 1345 من عناصر الصحوات منذ عام 2009، وفي مدينة جرف الصخر الاستراتيجية، قُتل 46 عنصراً من الصحوات في الفترة ما بين 2009 و2013، ومن بين القتلى 4 شيوخ من عشيرة الجنابي المحلية، وجميع تلك الجرائم لم يسلط الإعلام الحكومي الضوء عليها».
كذلك أشار الكاتب إلى أن المسؤولين في واشنطن «يعتقدون أن قادة القبائل السنيّة لا يزالون يرغبون في العمل مع المستشارين العسكريين الأميركيين، بعد الحملات الانتقامية التي شنّها ولا يزال تنظيم داعش ضد أفرادهم وقادتهم، فما يهم قادة العشائر هو إرساء علاقات استراتيجية مع الأميركيين».
ورأى إغناتيوس أن «الحرب على داعش في العراق تتطلب مجهوداً أكبر من قبل قادة العشائر. فالتنظيم المتشدد يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي ولديه جهاز استخبارات قوي ومقاتلون ذوو خبرة عالية».
وخلص إلى أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما محقّ في سعيه لنشر قوات سنيّة على الأرض، في إطار حملته ضد المتشددين في العراق، لكن ينبغي عليه أن يوضح للجميع جذور الصراع العنيف والطويل الأمد بين هؤلاء والعشائر هناك».

(الأخبار)