برغم ترحيب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بتمديد المفاوضات بين السداسية الدولية وإيران على خلفية عجز الأطراف المشاركة عن التوصل الى اتفاق، فإن هذا الترحيب لا ينطلق من تقدير يرى في خيار تمديد المفاوضات تجسيداً للطموحات الإسرائيلية. بل على قاعدة التكيف مع الخيار السيئ في مقابل الخيار الأسوأ. إذ يرى نتنياهو أن أي اتفاق يجري التوصل إليه مع طهران في هذه المرحلة، سيكون لمصلحة الأخيرة، وقد يكرس حقيقة كونها دولة حافة نووية.
ويعكس الموقف الإسرائيلي المرحِّب أن هناك يأساً في تل أبيب من الرهان على إمكانية أن تتبنى السداسية الدولية، أو حتى تقترب من تبني الشروط الإسرائيلية، الأمر الذي وضعها أمام خيارين: التمديد أو التوصل إلى صيغة اتفاق، والأخير خيار مرفوض إسرائيلياً.
أيضاً، نقطة الارتكاز التي تميز بين الموقف الإسرائيلي المرحب بتمديد المفاوضات، وبين شعار الاحتلال الدائم بأن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من اتفاق سيئ، هو أن الإسرائيلي كان يراهن على أن يؤدي اللااتفاق، إلى سقوط الرهان على الخيار الدبلوماسي وإعلان الأطراف إخفاق هذا الخيار والوصول إلى صيغة ترضي الأطراف، لكن الذي حدث الآن أن عدم الاتفاق اقترن باستمرار الرهان على المفاوضات وكبح الذهاب نحو خيارات بديلة كانت تراهن عليها إسرائيل.
تجدر الإشارة إلى أن الاتفاق الجزئي الذي جرى التوصل إليه قبل عام، وجرى الآن الاتفاق على استمرار العمل به، وصفته إسرائيل على لسان نتنياهو آنذاك بأنه خطأ تاريخي.
أما عن الدور الإسرائيلي وتأثيره غير المباشر في طاولة المفاوضات، فقد أكد نتنياهو نفسه أن إسرائيل «تتابع المحادثات النووية وتعمل أيضاً عبر الاتصالات»، مضيفاً: «نعبّر عن رأينا، سواء مباشرة أو عبر الإعلام الدولي، أو عبر اتصالاتي مع الإدارة الأميركية ورؤساء الحكومات الأخرى، وأيضاً عبر اتصالات للوزير (يوفال) شطاينتس مع الأجهزة الأمنية المختلفة».
ووصف رئيس حكومة الاحتلال قرار تمديد المفاوضات من دون التوصل إلى اتفاق بأنه «أمر مهم»، مذكراً بأن إسرائيل قالت على الدوام إن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من اتفاق سيئ، مشيراً إلى أن الاتفاق الذي توقعه إيران سيكون بالضرورة اتفاقاً سيئاً جداً «وخطيراً جداً، سواء بالنسبة إلى إسرائيل أو المنطقة... ووفق رأيي لمستقبل العالم».
ورأى نتنياهو أن الامتناع عن التوصل إلى اتفاق في هذه اللحظة ينطوي على أهمية كبيرة، لكنه عاد واستدرك أن الصراع متواصل.
وكان نتنياهو قد كرر، في مقابلة مع شبكة BBC البريطانية، المطالب الإسرائيلية التي رأى فيها أن «الاتفاق الصحيح المطلوب هو الذي يتضمن تفكيك قدراتها (طهران) على إنتاج قنبلة نووية، وعندئذ تُزال العقوبات». وإذا لم يكن بالإمكان التوصل الى ذلك، فإن النتيجة الحالية هي الأفضل بكثير، وفقا له.