أعاد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تأكيد وجوب استمرار فرض العقوبات على إيران وتكثيفها، وذلك من منطلق أن العقوبات هي التي أرغمت «حكومة طهران» على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. حديث نتنياهو جاء في سياق حفل توقيع اتفاقات تعاون ثنائي مع نظيرة التشيكي، بوهوسلاف سوبوتكا، الذي يزور إسرائيل حاليا. وأضاف الأول: «التهديد الأكبر ليس من (تنظيم الدولة الإسلامية) داعش، بل من التطرف الأصولي الشيعي...
علينا أن نتعامل مع التهديدات المشتركة بقيادة الإسلام المتطرف، إذ إن العالم سيتغير في حال امتلاك الإسلام المتطرف القدرة والقوة».
وشُغل الإعلام العبري يوم أمس بالاتفاق المرحلي بين إيران والدول الغربية، ومحاولة الإجابة عن سؤال هل يصب ذلك في مصلحة إسرائيل، أم أنه يؤجل الاستحقاق مدة إضافية تمكّن طهران من فرض وقائع وحقائق على الأرض لا يمكن تجاوزها لاحقا؟ وذلك لجهة أن الاتفاق لم يُلحظ فيه أي تقييد على قدرات إيران العسكرية، وتحديدا تصنيعها الصواريخ البعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية، أو تصنيع وإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة.
وشددت صحيفة «معاريف ـ الأسبوع» على ضرورة عدم الوقوع في خطأ التقدير والأوهام خلال تقويم الاتفاق المؤقت، مشيرة إلى أن طهران لم تتنازل عن تطلعاتها إلى أن تكون على مسافة قصيرة من القدرة على إنتاج سلاح نووي، «وها هي اليوم موجودة فعلا على مدى يراوح بين ثلاث إلى ست سنوات من هدفها، فهي دولة حافة نووية مع علم وتكنولوجيا ومواد يخولانها الاندفاع ساعة تشاء نحو القنبلة النووية، ولكنها لا تفعل ذلك لأنها تخشى العقوبات ولا تريد أن تتحول إلى كوريا شمالية ثانية».
وأشارت «معاريف ـ الأسبوع» إلى أنه خلافا للانطباع الذي تريد إسرائيل أن تخلقه لدى الرأي العام، فقد ثبت أنها غير مؤثرة في سير المفاوضات، «لأن الأميركيين والأوروبيين ليسوا بحاجة إلى استشارات أو تشجيع من جانب رئيس الحكومة، نتنياهو، أو من وزير الشؤون الاستخبارية يوفال شتاينتس». ولجهة الاتفاق المرحلي المؤقت، لفتت الصحيفة إلى أن «الاتفاق على مواصلة المداولات ينبع من وجود خلافات بين الطرفين، لكنهما في الوقت نفسه لا يريدان تحطيم الأواني، لأن عدم تحقيق اتفاق فيه خطر على الجميع».
«إسرائيل راضية وغير راضية»، هذا ما خلصت إليه صحيفة «يديعوت احرونوت»، لكنها ذكرت أن النقاط السلبية أكثر من الإيحابية. وكتبت الصحيفة تحت عنوان «إيران لا تزال عند حافة القنبلة»، أن تمديد زمن المفاوضات إلى حزيران المقبل «أمر جيد لتل أبيب، لأنه أحبط ما يُعرف بالاتفاق السيئ». مع ذلك، أشارت إلى أنه يوجد قلق لدى الإسرائيليين، «إذ يمكن لإيران أن تطور سلاحا نوويا بصورة سرية خلال المفاوضات، كما أن الاتفاق المؤقت لم يشمل تقييد طهران عن إنتاج أجهزة طرد مركزي من النوع المتطور، الذي بدأت بالفعل تصنيعه قبل مدة».
ورأت «يديعوت» أن أهم سلبية في «الاتفاق المؤقت» أنه لا يقيد إيران في تطوير وإنتاج الصواريخ البالستية الدقيقة والسريعة، «وهذه النقطة تتيح لها الحفاظ على مكانتها كدولة حافة نووية، وأيضا تقصير الزمن المطلوب لحيازة القنبلة الأولى من دون أن تخرق الاتفاق المرحلي، بل من دون إلغاء الغرب التسهيلات التي طرأت على حزمة العقوبات».
تجمع الصحف العبرية على أن الدول العظمى وإيران لا تريد تحطيم الأواني


من جهة أخرى، قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» إن المفاوضات الأخيرة وما نتج عنها دلالات على تغيير طرأ على السياسة الأميركية، إذ «يعتقد الرئيس (باراك) أوباما أن إيران تحولت إلى جزء من الحل، وإلى لاعب إقليمي مهم». على هذا الأساس ترى الصحيفة أن «في الإدارة الأميركية من يرى أن اتفاقا سيئا مع إيران أفضل من عدم الاتفاق، وهو الرأي النقيض لرأي إسرائيل التي تفضل عدم الاتفاق على اتفاق سيئ».
ولفتت «إسرائيل اليوم» إلى أن العقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران بقيت سارية المفعول حاليا، «لكن الرسالة التي خرجت من قاعة المفاوضات اتجاه الإيرانيين والأسواق الاقتصادية في العالم كانت واضحة: القوى العظمى تريد الحوار، بل أكثر من ذلك، هي تريد الاتفاق»، مؤكدة أنه «في نهاية المطاف سيجري تحقيق ذلك، إذ لا أحد يريد المواجهة العسكرية، بل هذه المواجهة شُطبت من جدول الأعمال الدولي».
ومضت الصحيفة تقول: «ليس من الغريب والمفاجئ أنه إلى جانب المفاوضات المعلنة مع إيران في ما يتعلق بالسلاح النووي، فإن الولايات المتحدة وعددا من حلفائها يجرون حوارا خفيا مع طهران لإشراكها، أو مساهمتها، في الجهود الأميركية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة... الفرضية الأساسية التي تقف من وراء السياسة الجديدة للولايات المتحدة، هي أنه لا يمكن وقف تحول إيران إلى دولة نووية، وقد لا يمكن تعويق هذه العملية قليلا مقابل إغراءات اقتصادية وغيرها».
إلى ذلك، دعت اللجنة الإسرائيلية ـ الأميركية للشؤون العامة (الإيباك)، الكونغرس، إلى فرض عقوبات جديدة على إيران رغم الاتفاق على تمديد موعد المفاوضات، مشيرة في بيان صدر عنها أمس، إلى أنه «من الضروري» أن يعمد الكونغرس إلى إفهام الإيرانيين أنهم سيواجهون ضغوطا أشد إذا لم يتخلوا بوضوح عن برنامجهم «النووي العسكري». وأضاف البيان: «نحث الكونغرس كي يمارس دوره التقليدي والحاسم لضمان التوصل إلى اتفاق نهائي يلغي أي مسار لإيران في صنع سلاح نووي».