وصل رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مساء أمس إلى العاصمة المصرية آتيا من جنوب أفريقيا، وذلك للمشاركة في اجتماع لجنة المتابعة العربية لمبادرة التسوية غدا. وبعدما أعلن عباس تأجيل مشروع تقديم مقترح لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية من نهاية الشهر الجاري إلى بداية الشهر المقبل، قال إنه سيناقش في القاهرة تقديم فلسطين مشروع القرار، كما سيلتقي عددا من المسؤولين من دون تحديد أسمائهم.
في سياق متصل، تحدث السفير الفلسطيني لدى القاهرة، جمال الشوبكي، عن وعود مصرية بفتح معبر رفح الأسبوع المقبل لإدخال باقي العالقين في الخارج، وذلك بعدما فُتح المعبر أمس وأول من أمس، فيما تشير تقديرات إلى أن الذين عادوا لم يتجاوز عددهم 1250 شخصا خلال اليومين، ما يعني بقاء نحو أربعة آلاف آخرين في دول غير مصر.
وسبق الفتح الجزئي الأخير للمعبر تضارب للأنباء في تأكيد الخبر، وهو ما أدى بالعالقين في دول غير مصر إلى صعوبة الوصول خلال يوم وخاصة أن السفارات المصرية في الخارج كانت ترفض إعطاءهم تأشيرات عودة، فضلا على أن فتح المعبر من الثانية عشرة ظهرا حتى الرابعة عصرا أقل من الوقت اللازم للوصول من القاهرة إلى رفح المصرية، في ظل الوضع الأمني داخل سيناء. ووصل التضارب إلى حد نفي السفارة الفلسطينية خبر الفتح حتى آخر ساعة من يوم الثلاثاء الماضي، فيما أكدت إدارة المعبر لـ«الأخبار» أنها تلقت أمر الفتح الجزئي في السادسة من صباح الأربعاء.
قرر الاحتلال أمس إبعاد الشيخ كمال الخطيب عن القدس ستة أشهر

وبينما يجري ذلك، ذكرت مصادر إعلامية أن الجيش المصري يعكف حاليا على تسوية التربة بمنطقة الشريط الحدودي برفح بطول 13 كلم وعمق 500 متر، وهي المساحة التي جرى إخلاؤها من السكان بعد تفجير منازلهم. وتأتي التسوية المقترحة تمهيدا لحفر القناة المائية على طول الحدود إما على شكل أحواض غير متصلة، أو قناة طولية متصلة، لكن الخيار الأخير قد يؤثر في الآبار الجوفية ويزيد نسبة ملوحتها، لكن المصادر أشارت إلى أن قيادة الجيش قررت بت القضية مطلع كانون الأول المقبل، وخاصة أن هناك قرارا من رئاسة الوزراء بتمديد عمق المنطقة حتى 800-1000 كلم.
وفي غزة، ظهرت آثار المنخفض الجوي جلية على أحوال النازحين، إذ غرقت مناطق بأكلمها في ظل غياب كامل للبنية التحتية في القطاع وعجز البلديات عن إتمام مهماتها بعد الضرر الكبير الذي أصاب المرافق العامة في الحرب الأخيرة. كذلك سجل خرق جديد للتهدئة القائمة، إذ قصفت المدفعية الإسرائيلية، أمس، مناطق حدودية وسط قطاع غزة بقذيفتي مدفعية، فضلا عن إطلاق الرصاص على أراضي المواطنين من دون أن يبلغ عن إصابات. وقالت مواقع عبرية عديدة إن سبب نشاط جيش الاحتلال هو الرد على إطلاق رصاص على جيب عسكري إسرائيلي كان ينفذ أعمال دورية على حدود القطاع، وأيضا من دون إصابات رغم وقوع أضرار في الجيب.
على نحو آخر، علق القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، يوسف الحساينة، على نبأ تزويد واشنطن بنحو ثلاثة آلاف قنبلة ذكية، بالقول إنه مؤشر على عدوان جديد في المنطقة. وأوضح الحساينة، في تصريح صحافي، أن هذا يؤكد «أن الإدارة الأميركية شريكة أساسية في العدوان على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية».
بالانتقال إلى القدس، قررت سلطات الاحتلال إبعاد نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، الشيخ كمال الخطيب، عن مدينة القدس المحتلة لمدة ستة أشهر. ويبدأ مفعول القرار من الخامس والعشرين من الشهر الجاري حتى الخامس والعشرين من أيار المقبل. ويوم أمس، اعتقلت قوات الاحتلال طفلا يبلغ من العمر اثني عشر عاما بتهمة إلقاء الحجارة باتجاه دورية إسرائيلية داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة.
(الأخبار)