ألغت شركة «غازبروم» الروسية، أمس، مشروع إنشاء خط أنابيب «ساوث ستريم» لتزويد جنوب أوروبا بالغاز، ليصبح المشروع ضحية للنزاع بين موسكو والغرب، بسبب أوكرانيا، ويأتي ذلك في الوقت الذي وقع فيه «الروبل» الروسي، أيضاً، ضحية لهذا النزاع، في ظل انهيار شهده بعدما فقد ثمانية في المئة مقابل الدولار واليورو.
وقد جاء الإعلان بعدما قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، أمس، إن روسيا قد لا تمضي في مشروع خط «ساوث ستريم» إذا عارضه الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس التنفيذي لـ«غازبروم»، أليكسي ميلر، للصحافيين، إن «المشروع أغلق. هذا كل ما في الأمر».
وكان من المفترض أن يمرّ الخط الذي تقوده غازبروم وتبلغ تكلفته 40 مليار دولار، عبر البحر الأسود إلى جنوب أوروبا مروراً ببلغاريا، كذلك كان من المزمع أن يبدأ نقل الغاز العام المقبل.
ومن جهته، أشار بوتين، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إلى امتناع المفوضية الأوروبية عن إعطاء الضوء الأخضر للمشروع الذي يهدف إلى تزويد جنوب أوروبا بالغاز عبر بلغاريا، متجاوزاً أوكرانيا.
وقال: «نلاحظ أنه توضَع عقبات لمنع استكماله، إذا كانت أوروبا لا ترغب في تنفيذ (مشروع ساوث ستريم) فلن يُنفَّذ. نعتقد أن هذا ضدّ المصالح الاقتصادية لأوروبا ويسبب أضراراً».
وأضاف أن بلغاريا تتعرض لضغوط من الاتحاد الأوروبي الذي يحصل على ثلث إمداداته من الغاز من روسيا.
من ناحية أخرى، قال الرئيس الروسي إن بلاده ستخفض سعر الغاز لتركيا ستة في المئة، بدءاً من العام المقبل، مضيفاً أنها اتفقت على زيادة الإمدادات لتركيا بواقع ثلاثة مليارات متر مكعب.
وأشار بوتين إلى أن «روسيا قد تكون مستعدة لبناء مجمع للغاز على الحدود التركية اليونانية، لتزويد أوروبا بالغاز للتعويض عن عدم إنشاء ساوث ستريم».
وفي هذه الأثناء، سجل سعر صرف «الروبل»، أمس، انهياراً، بعدما فقد في بضع ساعات ثمانية في المئة مقابل الدولار واليورو، وذلك بسبب تراجع سعر النفط والعقوبات الاقتصادية التي فرضها الغربيون على روسيا.
وانخفض سعر الروبل منذ بداية السنة 47 في المئة أمام اليورو وأكثر من الثلثين (63 في المئة) أمام الدولار.
(رويترز، أ ف ب)