نجا السفير الإيراني في العاصمة اليمنية صنعاء، حسن سيد نام، من الموت بعد استهداف منزله في صنعاء بسيارة مفخخة، ما أدى إلى مقتل شخص وجرح 17 آخرين.وأكدت طهران سلامة سفيرها ودبلوماسييها، فيما أدانت السفارة الأميركية الهجوم وحثّت السلطات اليمنية على التحقيق في الحادث، في حين تبنّى تنظيم «أنصار الشريعة»، جناح تنظيم «القاعدة» في اليمن، العملية.

وأوضحت وزارة الداخلية اليمنية أن ابن الحارس الشخصي للسفير قتل في التفجير وأصيب 17 آخرون بجروح، معظمهم موظفون في وزارة النفط القريبة.
وأدى الانفجار، الذي وقع في الحي الدبلوماسي في منطقة حدة في صنعاء، إلى تدمير سور منزل السفير وجزء من المبنى الذي يوجد في حي يضم منازل دبلوماسيين أجانب. وبحسب شهود، فإن الانفجار أدى إلى أضرار كبيرة في المنزل وتسبب بفجوة بعمق مترين، كذلك تضررت منازل وسيارات مجاورة.
وذكرت تقارير إعلامية أن الانفجار وقع عند التاسعة صباحاً، وهو موعد خروج السفير حسن سيد نام من منزله إلى مقر عمله في السفارة.
وفي وقت لاحق أمس، أعلنت جماعة «أنصار الشريعة»، جناح تنظيم «القاعدة»، تبنيها استهداف منزل السفير الإيراني.
وقال التنظيم في بيان نشره على حسابه على موقع «تويتر» إن «قتلى وجرحى سقطوا في استهداف أنصار الشريعة منزل السفير الإيراني في صنعاء بسيارة مفخخة».
وأشار التنظيم إلى أن مسلحيه «تمكنوا من توقيف سيارة مفخخة بجوار منزل السفير الإيراني الكائن بالقرب من مبنى الأمن السياسي (المخابرات اليمنية)، بصنعاء، قبل أن يفجروها لتخلف قتلى وجرحى، بينهم إيرانيون من العاملين في السفارة وحراستها وتدمير أجزاء من المنزل».
ويبدو من بيان تنظيم «أنصار الشريعة» أن التفجير تم عن بعد بعد توقيف السيارة، خلافاً للأنباء التي قالت إن السيارة كان يقودها انتحاري وفجر السيارة وهو في داخلها.
يذكر أن هجوم أمس هو الهجوم الثاني على أهداف إيرانية هذا العام في اليمن بعد مقتل الدبلوماسي الإيراني علي أصغر أسدي بالرصاص بعيد مغادرته الدار نفسها في 18 كانون الثاني الماضي.
وعلى صعيد متصل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، إن أياً من أعضاء طاقم السفارة الإيرانية في صنعاء لم يصب بأذى جراء التفجير، ورأت أن بدء السفير الإيراني مهماته في اليمن سيساعد على تحسين العلاقات بين البلدين.
تبنّى «أنصار الشريعة» المرتبط بـ«القاعدة» الهجوم

من جهتها، أدانت السفارة الأميركية في اليمن التفجير، مضيفةً في بيان أن استهداف الدبلوماسيين والمنشآت الدبلوماسية يتعارض مع الأعراف الدولية ولا يمكن تبريره، وحثت السلطات اليمنية على إجراء تحقيق شامل وتقديم الجناة إلى العدالة.
بدوره، أدانت الحكومة اليمنية استهداف السفير الإيراني، معتبرة، في بيان، الحادث «تهديداً للسلم الاجتماعي والمصالح العليا للبلاد».
وأشارت الحكومة إلى أن «الأجهزة الأمنية تجري الآن تحقيقات مكثفة للكشف عن ملابسات الجريمة والبحث عن الفاعلين الذين يقفون وراء ذلك الحادث الإجرامي».
كذلك أدان حزب التجمع اليمني للإصلاح في اليمن (المحسوب على تيار الإخوان المسلمين) التفجير.
ووصف الحزب في بيان الحادث بـ«جريمة إرهابية شنعاء تستهدف الأمن والاستقرار والسكينة العامة».
ودعا الحزب الحكومة إلى «القيام بواجباتها في حماية أمن البعثات الدبلوماسية العاملة في اليمن وأمن المواطنين والقيام بمسؤولياتها في تأمين العاصمة ومكافحة الأعمال الإرهابية التي تهدف لإرباك المشهد السياسي وإشغال الرأي العام عن القضايا المهمة».
كذلك أدان حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، التفجير، محمّلاً «الحكومة المسؤولية عن حماية البعثات الدبلوماسية»، بحسب مصدر في الحزب.
(الأخبار، الأناضول، أ ف ب)