اتهمت جماعة «أنصار الله» (الحوثيون)، أمس، دول الخليج بـ«التدخل الواضح» في شؤون اليمن، وذلك عقب الهجوم الذي شنّه القادة الخليجيون، خلال قمة الدوحة الأخيرة، على ما سمّوه في البيان الختامي «الميليشيات الحوثية» التي دعوها إلى «الانسحاب الفوري من كل المناطق التي احتلتها». هذا الموقف دفع المجلس السياسي للجماعة اليمنية، إلى القول إن القمة ضمّت مواقف سياسية «غير عقلانة»، و«مجافية للواقع اليمني جملةً وتفصيلاً».
وقالت جماعة «أنصار الله»، أمس، إن بيان الدوحة «تجاهل تماماً الإشارة إلى ما توصل إليه اليمنيون في 21 أيلول الماضي من توقيع اتفاق السلم والشراكة»، متهماً دول الخليج «بالوقوف ضد ما ارتضاه اليمنيون لأنفسهم». وأشار بيان الجماعة إلى عبارة «احتلال» التي استخدمها قادة دول الخليج، معتبراً هذا التوصيف «يندرج في خانة التدخل المباشر في شؤون الغير» و«الإمعان في ذلك عبر التحريض الإعلامي والسياسي والتمويل المالي للعابثين في البلاد»، و«انتهاكاً للمواثيق الدولية المنظمة للعلاقات بين دول الجوار».
ودافعت جماعة الحوثي عن لجانها الشعبية، بالقول إن اللجان الشعبية «هم من أبناء اليمن الذين تحركوا في محافظاتهم بما يمليه عليهم الواجب الوطني والأخلاقي تجاه الانهيار الأمني والفشل السياسي نتيجة عبث الفاسدين»، مضيفةً أنها «حاجةٌ فرضتها ظروف البلاد، وهي مكملة لدور رجال الأمن والجيش، وليست بديلاً منهم».
وفي السياق نفسه، علّقت الجماعة، في وقتٍ متأخر من يوم أمس، على تصريحات السفير الأميركي في اليمن، ماثيو تولر التي حملت تهديداً مبطناً للدولة اليمنية، باعتبار تصريحاته «تدخلاً سافراً في الشأن اليمني وتخطياً للعرف الدبلوماسي». ورداً على قول تولر إن «بقاء الحوثيين في مؤسسات الدولة يضعف الاقتصاد اليمني»، قال عضو المكتب السياسي في الجماعة، علي القحوم، عبر صفحته على فايسبوك،: «على الأميركيين والدول الخارجية أن يحترموا إرادة الشعب اليمني وأن يكفوا عن تدخلاتهم السافرة لأن الشعب لن يقبل ذلك على الإطلاق مهما كانت المبررات».

(الأخبار، الأناضول)