أعلن حلف الشمال الأطلسي، أمس، أنه يدرس طلب العراق الحصول على المساعدة في بناء جيشه، وسط القتال الذي تخوضه بغداد ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يستعد على ما يبدو لتنفيذ هجوم على مدينة سامراء، ما دفع السيد مقتدى الصدر إلى استنفار وحدات «سرايا السلام» التي تتبع له من أجل المواجهة.وصرّح الامين العام للـ«ناتو»، ينس ستولتنبرغ، في مؤتمر «الناتو وأمن الخليج» للشركاء الاقليميين، المنعقد في قطر، بأن «العراق طلب الآن دعم الناتو في بناء قدراته الدفاعية». وأضاف أن تنظيم «الدولة الإسلامية» «يشكل تهديداً خطيراً على الشعبين العراقي والسوري والمنطقة بشكل أوسع وجميع دولنا».

وأشار في كلمته إلى أن «الحلفاء سيراجعون الآن هذا الطلب بالتنسيق الوثيق مع السلطات العراقية ومع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية».
وتابع ستولتنبرغ قائلاً «كلما زاد تعاوننا زادت درجة أماننا»، مشيراً الى ضرورة حماية الخطوط البحرية الحيوية وإمدادات الطاقة والبنى التحتية الحساسة.
في سياق عراقي منفصل، طغى على التطورات العسكرية، خلال اليومين الماضيين، الحديث المتصاعد عن هجوم محتمل لـ«داعش» على مدينة سامراء ذات الرمزية الدينية العالية في محافظة صلاح الدين. وقال عقيد في قيادة العمليات العسكرية في سامراء إن «الدولة الإسلامية تخطط في ما يبدو إما لشن هجوم مباشر على المدينة أو الدخول في حرب استنزاف لتصرف انتباه القوات الحكومية عن معارك تدور في الشمال للسيطرة على مدينة تكريت».
وكان لافتاً في الساعات الأخيرة الأمر الذي وجهه زعيم «التيار الصدري»، السيد مقتدى الصدر، لقوات «سرايا السلام» بالاستعداد لتلبية «نداء الجهاد خلال 48 ساعة». وذكر بيان لمكتب الصدر، مساء أول من أمس، أنه «نظراً للظروف الاستثنائية والخطر المحدق بمدينة سامراء من قبل عصابات داعش الارهابية، فعلى المجاهدين من سرايا السلام أن يكونوا على أهبة الاستعدادا لتلبية نداء الجهاد خلال الـ48 ساعة المقبلة»، مشدداً على أن «يبقى وضع الجاهزية والاستعداد والانتظار لحين صدور الامر العسكري المباشر».
وكانت «سرايا السلام»، التابعة للصدر، قد خرجت من المدينة قبل شهرين، لكن بيانه الأخير يشير إلى أنها قد تعود إذا بدأ مقاتلو «الدولة الإسلامية» المتمركزون في المناطق القريبة (نحو 15 كيلومتراً) من المدينة المطلة على نهر دجلة بالانقضاض على وسط سامراء.
في هذا الوقت، كانت محافظة الأنبار غربي البلاد تشهد التطورات الأمنية الأبرز بعد فشل هجوم القوات العراقية وعشائر مساندة لها في التقدم باتجاه مدينة هيت المطلة على نهر الفرات (70 كلم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار). وأقرّ مصدر أمني في شرطة محافظة الأنبار، أمس، باستعادة عناصر «داعش» السيطرة على منطقة الدولاب (10 كلم غرب مدينة هيت) بعد انسحاب القوات العراقية منها، مشيراً إلى أن المواجهات أدت إلى مقتل ضابطين كبيرين من الجيش العراقي (العقيد هيثم الدليمي والعميد عباس عايد).
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)