أعلن مسؤول محلي وزعيم عشائري، أمس، أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» أجبروا القوات العراقية على التقهقر بعد قتال شرس في مدينة بيجي، بالقرب من أكبر مصفاة نفط في البلاد.
وقال عضو «مجلس بيجي»، سعد ظاهر، إن الشرطة المحلية والمقاتلين المناهضين لـ«الدولة الإسلامية» حاولوا صد المسلحين على مدى خمسة أيام، «لكن عدم وجود دعم ونقص الذخيرة أجبراهم على ترك مواقعهم في وسط بيجي للمتشددين». وقبل اندلاع أحدث اشتباكات الاسبوع الماضي، تمركزت قوات الامن والقوى الحليفة لها داخل المنشآت الحيوية في المصفاة وتركت الدفاع عن المدينة نفسها للشرطة المحلية ومقاتلي العشائر الأقل تجهيزاً.

وقال ضابط في الجيش، يحمل رتبة رائد، إن «كبار قادة الجيش أمروا القوات بمغادرة المدينة واتخاذ مواقع داخل المصفاة التي أعطيت لها أولوية. كانوا يعرفون ان البقاء داخل بيجي سيساعد الدولة الاسلامية على استدراج الجيش الى حرب استنزاف».
وقبل أن ينسحبوا، كان مقاتلو «الدولة الإسلامية» يوجهون نيران مدافعهم ونيران القناصة نحو الجيش وأفراد القوى من مشارف المدينة.
وقال طاهر إنهم محاصرون داخل مبنى المحكمة وانه بعد كل النداءات التي وجهوها إلى الجيش للتدخل ومساعدتهم قرروا أمس ترك مواقعهم في وسط بيجي، خوفاً من السقوط في ايدي «الدولة الإسلامية».
من جهته، قال غالب النفوس، وهو شيخ عشيرة في بيجي، انهم استدعوا قادة الامن وطلبوا دعمهم بالاسلحة والذخيرة لكنهم رفضوا. وأضاف انه «عار أن ترى الدولة الإسلامية تستعيد السيطرة على سبعة أحياء على الأقل في المدينة».
وفي الشهر الماضي تمكنت قوات الأمن العراقية بمساعدة مجموعات مسلحة من كسر حصار استمر شهراً على مصفاة بيجي أجبرها على وقف عملياتها.
في هذا الوقت، بدأت قوات «البشمركة» العراقية، أمس، عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على منطقة سنجار في شمال غرب العراق من تنظيم «الدولة الاسلامية»، بدعم من طيران «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، بحسب مصادر كردية.
وكانت هذه المنطقة التي سيطر عليها التنظيم المتطرف في شهر آب الماضي، موطن الايزيديين التي تعرضت بحسب الامم المتحدة لـ«إبادة» على يد التنظيم.
وقال ضابط برتبة عميد في القوات الكردية لوكالة «فرانس برس»: «انطلقت قوات البشمركة عند السابعة صباحاً (04,00 تغ) لتنفيذ عملية لتحرير بعض المناطق المهمة الواقعة في سنجار وزمار». وأضاف أن «الهجوم متواصل حالياً بدعم من طائرات دول التحالف التي وجّهت ضربات منذ ليلة امس (أول من أمس) على مواقع داعش في مناطق زمار وسنجار». وأوضح ان «قوات البشمركة تمكنت حالياً من تحرير ثلاث قرى هي الحكنة وكاريز وكوباني كانت تحت سيطرة داعش، والسيطرة على منطقة المثلث» الواقعة بين سنجار ومنطقة ربيعة الحدودية مع سوريا.
واكد سعيد مموزيني، وهو أحد مسؤولي «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، «انطلاق عملية عسكرية لتحرير قضاء سنجار»، مشيراً الى انها تنفذ عبر محوري ربيعة وزمار اللذين كانت القوات الكردية قد استعادت السيطرة عليهما في 25 تشرين الاول الماضي. وأوضح أن «طائرات دول التحالف بدأت منذ فجر اليوم (أمس) تنفيذ ضربات جوية ضد اوكار داعش لدعم تقدم قوات البشمركة».
وقال رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان، فؤاد حسين، لـ«فرانس برس»، إن خطة الهجوم «درسها رئيس الاقليم (مسعود البرزاني) والقادة الميدانيون لقوات البشمركة لتحرير سنجار».
واوضح «مجلس الأمن الكردي»، في بيان، أن احد اهداف العملية «كسر حصار جبل سنجار».
في غضون ذلك، شن «التحالف العربي الدولي» بقيادة الولايات المتحدة 61 غارة جوية على مواقع مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق منذ يوم الاثنين الماضي، ضمنها عشرات الغارات دعما لقوات كردية، بحسب ما أعلن الجيش الأميركي أمس. وأوضحت القيادة الأميركية المكلفة هذه العمليات، في بيان، أن هذه الغارات الجوية الأكثر عدداً مما كانت عليه، هدفت إلى دعم «البشمركة» و«دمرت نحو خمسين هدفاً».
(رويترز، أ ف ب)