منح البرلمان اليمني، أمس، الثقة للحكومة الجديدة برئاسة خالد بحاح، بعدما تأجل التصويت يوم الثلاثاء الفائت، بسبب امتناع حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، عن التصويت. وصوّت النواب بالإجماع على منح الثقة للحكومة التي خرجت من رحم الأزمة السياسية في البلاد، بعد سيطرة جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) على العاصمة اليمنية صنعاء وإسقاط حكومة أحمد سالم باسندوه، في أواخر أيلول الماضي.وتعتزم حكومة بحاح، وفق ما أكدت في برنامجها العام الذي قدمته إلى مجلس النواب في الثامن من الشهر الجاري، إعداد الطريق أمام الاستحقاقات التي ينتظرها اليمن، وفي مقدمتها: «إصلاح السجل الانتخابي، والاستفتاء على الدستور، والانتخابات العامة بما يضمن إنجاح الفترة الانتقالية، وتهيئة اليمن للانتقال نحو الدولة الاتحادية»، وفقاً لما حددته مخرجات الحوار الوطني، التي قسّمت اليمن إلى 6 أقاليم.

وقال رئيس لجنة الإعلام والثقافة في المجلس، النائب عبده الحذيفي، إن «البرلمان منح الثقة للحكومة في جلسة اليوم (أمس) بإجماع كل الكُتل التي تضم 301 نائبا»، مشيراً إلى أن التصويت جرى بحضور بحاح ووزراء حكومته. وبهذا التصويت تكون الحكومة قد حصلت على الثقة من أجل البدء في مزاولة مهماتها وفقاً للدستور اليمني، بعدما أدت اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، الشهر الماضي.
في هذا الوقت، يتواصل استهداف تجمعات الحوثيين في مختلف المناطق. فبعد التفجير الذي وقع في منطقة رداع وسط البلاد، وأدى إلى مقتل عشرات الأطفال، وقع هجومان بسيارتين مفخختين في مدينة الحُديدة غرب اليمن، أمس، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات، بحسب مصادر أمنية، من دون تحديد عدد نهائي للضحايا. واستهدف التفجيران تجمعيْن للحوثيين في المدينة الاستراتيجية التي يسيطرون عليها منذ نحو ثلاثة أشهر. وأكدت المصادر أن السيارة الأولى «انفجرت عند مقر لأنصار الله»، فيما وقع الانفجار الثاني «عند تجمع آخر للحوثيين غرب جامعة الحديدة، وهو موقع قريب من مكان الانفجار الأول».
وأوردت صفحة محسوبة على جماعة «أنصار الله» على موقع «فايسبوك»، أن «سيارتين مفخختين كان على متنهما عناصر تكفيريون، وشخصان انتحاريان، انفجرتا في جوار منزل (القائد العسكري السابق) علي محسن الأحمر في الحديدة»، مضيفةً «أن اللجان الشعبية (تابعة للحوثيين) تمكنت من قتل ثلاثة انتحاريين آخرين قبل تفجير أنفسهم بالمكان نفسه».
بالتزامن، أفادت مصادر عسكرية بنجاة رئيس عمليات المنطقة العسكرية الخامسة، العميد خالد خليل، من محاولة اغتيال إثر إطلاق مجهولين النار على سيارته في المدينة نفسها.
إلى ذلك، أعلن تنظيم «أنصار الشريعة»، التابع لـ «القاعدة»، تبنيه مقتل ثلاثة جنود وإصابة خمسة آخرين، إثر تفجير مقاتليه عبوة ناسفة، استهدفت، أول من أمس، دورية عسكرية في محافظة حضرموت، جنوبي اليمن. وقال التنظيم في بيان نشره حسابه على موقع «تويتر»، إن مقاتليه استهدفوا بعبوة ناسفة دورية عسكرية أثناء مرورها في منطقة السحيل في مدينة سيئون، «ما أدى إلى إعطاب الطاقم ومقتل 3 جنود وإصابة خمسة آخرين من الجيش اليمني» الذي وصفه البيان بـ «المتحوّث»، نسبةً إلى جماعة الحوثيين، حيث يتهم التنظيم المتطرف، الجيش اليمني بالولاء لجماعة «أنصار الله»، ومساعدتها على السيطرة على المدن اليمنية.

(أ ف ب، الأناضول)