اتهمت وسائل الإعلام العبرية، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزراءه، بأنهم يستغلون حادث إطلاق «صاروخ يتيم» على الأراضي المحتلة من غزة، لإطلاق تهديدات، وشنّ غارات جوية، وذلك ضمن «النشاطات الجارية» في موسم الانتخابات للكنيست.وكتب آفي يسسخاروف، في موقع «تايمز أوف إسرائيل»، أنه ليس من الصعب تصوّر ما الذي كان سيحدث لو لم تكن إسرائيل في موسم الانتخابات عند إطلاق صاروخ من غزة على المستوطنات الجنوبية، مشيراً إلى أن الجواب، بكل بساطة، هو أن «تل أبيب» كانت لتسكت دون فعل أو رد فعل، وخاصة أن الصاروخ سقط في أرض مفتوحة، ولم يتسبب بأي إصابات.

وأضاف الكاتب إن «واقع الانتخابات هو الذي دفع نتنياهو وحاشيته إلى إطلاق التهديدات وإسماع الصوت عالياً، وإلا لكنا سمعنا عن الصاروخ في تقرير مقتضب على هامش نشرات الأخبار في الإذاعة العبرية ومواقع الإنترنت»، وتابع: «الانتخابات هي التي تدفع إلى سلسلة من التصريحات الصاخبة، والتهديدات العدوانية، كما أن السياسيين يحثّون الجمهور على منعهم... وإلا».
وفق يسساخروف، فإنّ المؤسّسة الأمنية في إسرائيل واثقة إلى حدّ ما، في هذه المرحلة، من أن حركة «حماس» غير معنية بأي تصعيد في الوضع الأمني، لأنها لا تزال إلى الآن «تعمل على معالجة جراحها جرّاء الحرب الأخيرة، وهي غير مستعدة لجولة أخرى من العنف مع إسرائيل».
وأكد الكاتب أن الوضع لا يشي بأي تصعيد، بل «يمكن التأكيد أنه لا يوجد في إسرائيل من يرغب في الانجرار إلى حرب أخرى مع غزة، رغم كل التصريحات المثيرة والقتالية التي أطلقها مسؤولون وسياسيون إسرائيليون، خلال نهاية الأسبوع». وأضاف: «هذه القراءة تنطبق أيضاً، وخاصة، على نتنياهو، الذي يدرك أن حرباً جديدة مع القطاع أمر سيئ لمكانته السياسية بين الجمهور، ولن تفيده على الإطلاق في حملته الانتخابية».
وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل لم تتوصل إلى السبب الذي دفع الفلسطينيين إلى إطلاق الصاروخ باتجاه إسرائيل، ومن الممكن «أنّ إطلاقه لم يكن رسالة موجهة إلى إسرائيل، بل مجرد عرض قوة لمنظمة مارقة تتمتع بجعل حياة إسرائيل، وحكام غزة الحاليين، أكثر صعوبة».
في المقلب الآخر من الإعلام العبري، تماشى عدد من المعلقين مع السياسة التهديدية، والاستغلال الانتخابي لرئيس الحكومة الإسرائيلية. وكتب دان مرغليت في صحيفة «إسرائيل اليوم»، المقرّبة من نتنياهو، مشيراً إلى أن «قيادة حماس تعتقد أن إسرائيل لن تردّ على أي عمل عدائي من القطاع بسبب موسم الانتخابات للكنيست، لكن ذلك تقدير غير صحيح»، وقال إنّ «الفلسطينيين يرون أن الانتخابات الإسرائيلية تؤمّن لهم فرصة للإضرار بالدولة العبرية، وأنّ إسرائيل، بسبب الانتخابات، ستعمل على الرّد بحذر شديد كي لا تثير حفيظة ناخبيها».
وطالب الكاتب بضرورة العمل السريع على إفهام قيادة «حماس» في غزة أن العملية الانتخابية لا تردع إسرائيل، ولا تجعلها تردّ بصورة مختلفة عن باقي أيام السنة. وأضاف: «الحكومة الإسرائيلية، في ظلّ إطلاق النار، لا تفقد تأييد الجمهور، بل على العكس من ذلك، إذ إن الإسرائيليين سيلتفّون حولها».
في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه في خطوة نادرة منذ سنوات، قرّر أمس 6000 عامل فلسطيني، يعملون في الأراضي المحتلة، الإضراب، وعدم الدخول للعمل في إسرائيل، كخطوة احتجاجية على ما وصفوه بـ«الذل اليومي» الذي يعيشونه على معبر «شاعر أفرايم» الموجود غربي طولكرم.