تعهد الرئيس التونسي المنتخب، الباجي قائد السبسي، مساء أمس، بأن يكون «رئيساً لكل التونسيين»، داعياً مواطنيه الى نسيان «انقسامات» فترة الحملة الانتخابية.وقال قائد السبسي (88 عاماً)، في كلمة عبر التلفزيون التونسي العام، «أؤكد أني سأكون إن شاء الله رئيساً لكل التونسيات والتونسيين»، شاكراً في الوقت ذاته منافسه الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي.
وقال «أتوجه بالشكر الى السيد الرئيس السابق المنصف المرزوقي الذي هاتفني منذ حين وهنأني على ثقة الشعب. أشكره وأقول له إن الشعب التونسي لا يزال في حاجة إليه، وأنا شخصياً، الى نصائحه».

وأظهرت النتائج الرسمية، أمس، فوز قائد السبسي بنسبة 55.68 في المئة، في أول انتخابات رئاسية حرة في تونس، أشادت بها الولايات المتحدة، التي رحبت بتونس ضمن «الدول الديموقراطية». وقال رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات، شفيق صرصار، «نعلن فوز الباجي قائد السبسي بنسبة 55.68 على المرزوقي الحاصل على 44.32 في المئة من الأصوات.»
وفي رد فعل على مواجهات بين محتجين ورجال أمن في بعض مناطق الجنوب التونسي، حيث حلّ المرزوقي في الطليعة، إثر إعلان النتائج، دعا قائد السبسي الى الهدوء. وقال «أريد أن أتوجه الى شعبنا، سواء في الجنوب أو الشمال... إن ما يجري في بعض مناطق الجنوب ما كان يجب أن يحصل»، مشككاً في أن يكون الأمر عفوياً. وأضاف «الحملة الانتخابية انتهت، وعلينا الآن أن ننظر الى المستقبل».
واشنطن تقود الاحتفاء بالانتخابات، والدوحة تنضمّ إلى المهنئين

وكان محتجون في تطاوين (جنوب) قد أحرقواً مقر «نداء تونس» احتجاجاً على فوز قائد السبسي. وقال شهود إن قوات الشرطة التونسية أطلقت في وقت سابق، أمس، قنابل الغاز في مدينة الحامة الجنوبية لتفريق مئات الشبان المحتجين على إعلان حملة السبسي. لكن المنصف المرزوقي دعا، في بيان، إلى الهدوء، قائلاً إن «تونس انتصرت».
وقال، في بيان، «أتابع بانشغال بعض التحركات غير السلمية هنا وهناك في علاقة بنتائج الانتخابات وأدعو الجميع إلى الكف عن أي أشكال التحريض والتشنج، وخاصة في هدا الظرف الحساس». وأضاف إن «نجاح الانتخابات وإتمام المرحلة الانتقالية في حد ذاته مكسب كبير لكل التونسيين، مهما اختلفت خياراتنا وتوجهاتنا، ويجب علينا أن نتحلى بالروح الرياضية وتغليب المصلحة العليا للبلاد على أي حسابات أخرى».
وتمثل الانتخابات الرئاسية الخطوة الأخيرة في مرحلة الانتقال الديموقراطي في تونس إثر الحراك الذي أطاح الرئيس زين العابدين بن علي عام 2011.
وهنأ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قائد السبسي بالفوز وتعهد بالعمل معه في الفترة المقبلة، مشيداً «بنجاح الانتخابات» التي قال إنها مرحلة هامة في «إنهاء الانتقال الديموقراطي التاريخي».
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في بيان، «لقد ضربت تونس لمنطقتها وللعالم بأسره مثالاً مشرقاً لما يمكن تحقيقه من خلال التفاني من أجل الديموقراطية والتوافق واتباع عملية سياسية حاضنة لكل الأطراف». وأضاف «ستواصل الولايات المتحدة دعم تونس وهي تنضم إلى الدول الديموقراطية في العالم».
وفي سياق الاحتفاء بنتائج الانتخابات التونسية، هنأ الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الرئيس التونسي المنتخب وتمنى له «النجاح الكامل في مهمته في خدمة الشعب التونسي»، وأشاد «بحس المسؤولية لديه».
بدورها، قالت مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، في برقية تهنئة للرئيس التونسي المنتخب الجديد، إن «الاتحاد الأوروبي متمسك بالعمل مع السلطات التونسية الجديدة لدعم العملية الديموقراطية».
كذلك، كانت لافتة التهنئة القطرية الموجهة إلى الرئيس التونسي الجديد. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن الأمير تميم بعث «برقية تهنئة إلى فخامة السيد الباجي قائد السبسي لمناسبة فوزه... متمنياً له التوفيق والنجاح».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)