أكد الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، أن إيران كانت من «أولى» الدول التي مدت «يد العون» لبلاده في حربها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، في وقت دعا فيه رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، دول العالم إلى «التعاون لمواجهة الإرهاب»، الذي يعد «مشكلة حقيقية يعانيها جميع دول العالم».
ولليوم الثاني، واصل لاريجاني زيارته إلى العراق، والتقى أمس الرئيس فؤاد معصوم، ورئيس الحكومة حيدر العبادي، ورئيس البرلمان، سليم الجبوري.

معصوم وبحسب ما نقل عنه بيان صدر عن مكتبه، شدد «على ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين في الميادين السياسية والاقتصادية والتنموية في مجال مكافحة الإرهاب»، مجدداً شكر إيران «على دعمها للعراق ولا سيما في حربه ضد الإرهاب».
وتابع البيان، أنه «جرى التأكيد خلال اللقاء على تعضيد التعاون الثنائي في القضايا التي تهم الطرفين، مثل ملفات النفط والغاز ومكافحة التصحر ومشكلة المياه، وتنشيط السياحة الدينية ومجالات أخرى ذات اهتمام مشترك».
من جهته، أشاد رئيس مجلس الشورى الإيراني بـ«دور الرئيس معصوم في استتباب الوفاق السياسي» في العراق.
بدوره، توقع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، خلال لقائه رئيس مجلس الشورى الايراني «انهاء وجود تنظيم داعش الارهابي بفترة قصيرة». وأضاف العبادي، الذي يزور تركيا اليوم، في بيان، أن «هناك تقدما واضحا تحرزه قواتنا الأمنية في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما يتطلب المزيد من التعاون من قبل دول المنطقة للقضاء على هذه التنظيمات الارهابية، لان هذه العصابات تمثل تهديدا حقيقيا وخطرا على الجميع».

«الكردستاني» يحذر من التقسيم

دعا الرئيس المشترك لـ «حزب العمال الكردستاني»، جميل بايك، أمس، مكوّنات المجتمع العراقي للعمل على نحو موحد لمواجهة تهديد تنظيم «داعش»، فيما أعرب عن أمله في أن يثمر تعاونه «غير المباشر» مع «التحالف الدولي» في رفع اسم الحزب من قائمة المنظمات الإرهابية.
وشدد بايك، في مقابلة مع صحيفة «ذاغارديان» على أن تجزئة العراق «ستكون خطراً جداً»، لافتاً إلى ضرورة أن «تعمل الأطراف السنية والشيعية والكردية معا لمواجهة تهديد تنظيم (داعش)». وأشار إلى أنه «إذا ما تقسّم العراق، فإن الحرب ستزداد حدة وسيكون خطر (داعش) على المكونات الصغيرة كبيراً جداً، ولكنهم إذا بقوا موحّدين، فسيكون بإمكانهم تسوية خلافاتهم في مرحلة لاحقة من خلال الحوار».
وكشف القيادي في «حزب العمال الكردستاني» أن هناك «تنسيقاً سرياً قائماً بين التحالف الدولي وقوات الحزب، عبر وسطاء»، مشدداً على أهمية أن «تتطور العلاقات الديبلوماسية والعسكرية بين التحالف والأكراد في سوريا والعراق من أجل التوصل إلى نتائج أفضل ضد داعش»، موضحاً أن «حزب العمال ظُلم كثيراً بتصنيفه كحزب إرهابي».
أما في ما يتعلق بالعلاقات مع تركيا، فقد وصفتها «ذا غارديان» بأنها ما زالت تتسم بالـ«عدائية». وفي هذا الإطار، نقلت عن بايك اتهامه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأنه «يدعم داعش في سوريا للقضاء على الإدارة الكردية الوليدة». وأوضح أن «تركيا تريد القضاء على التجمعات الكردية، أو إبقاءهم في إطار قتال مستمر لإضعافهم»، مشيراً إلى أنه «إذا كانت هناك إدارة كردية قابلة للحياة في العراق وسوريا، فإن الأكراد في تركيا سيطالبون بإدارتهم الخاصة أيضاً».
ورأى بايك أنه «في الوقت الذي أعلن فيه زعيم داعش أبو بكر البغداداي حلمه بإنشاء خلافة لكل المسلمين، بدأ أردوغان يتوهّم بأن يكون على رأس الإمبراطورية العثمانية المعاد إحياؤها، لإدارة (أوضاع) السنة في الشرق الأوسط».

قوات أميركية من القطاع الخاص

قال مسؤول أميركي كبير إن الإدارة الأميركية تستعد لزيادة عدد المتعاقدين من القطاع الخاص في العراق في إطار «جهود» الرئيس باراك أوباما لصد مقاتلي «داعش».
ويثير وجود المتعاقدين في العراق ـ ولاسيما شركات الأمن الخاصة ـ الجدل منذ سلسلة من الأحداث العنيفة أثناء الاحتلال الأميركي، وصلت إلى ذروتها في شهر أيلول 2007 بقتل 14 عراقياً أعزل على يد حراس شركة «بلاكووتر» الأمنية.
وأوضح المسؤول أن عدد المتعاقدين الذين سيُنشرون في العراق ـ بخلاف حوالي 1800 يعملون الآن لمصلحة وزارة الخارجية الأميركية ـ سيعتمد جزئياً على مدى انتشار القوات الأميركية «التي تقدم المشورة» لقوات الأمن العراقية وبعدهم عن المنشآت الديبلوماسية الأميركية.
وقال المسؤول الأميركي الكبير الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه «من المؤكد، سيكون من الضروري إرسال بعض المتعاقدين لتقديم دعم إضافي هناك».
وبحسب الحديث الأميركي، فإنّ في العراق الآن حوالى 1750 جنديا أميركياً، كمستشارين، فيما أمر وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، الأسبوع الماضي، بنشر 1300 جندي إضافي.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)